يعتبر إبراهيم أخياط، المتوفى يوم 7 فبراير 2018، أحد أبرز رجالات “النهضة” الأمازيغية. هنا مسار رجل محترم جدا عند “إيمازيغن”.
لم يكن لأحد أن يتوقع في سنوات ستينات القرن الماضي أن هذا الشاب الذي يعمل أستاذا للرياضيات والعلوم التطبيقية، وينشط في مجال محاربة الأمية لصالح التجار الصغار والمتوسطين بالرباط، يمكن أن يكون مساهما رئيسيا في إعادة الاعتبار للأمازيغية في المغرب، بل أن يكون أحد رجالات ما يمكن أن يسمى بالنهضة الأمازيغية. فمغرب الستينات لم يكن يتحدث إلا عن الوحدة والتعريب، أما مفاهيم الاختلاف والتنوع فلم يكن لها أي موقع في الساحة العمومية، وكل من يتكلم عن الأمازيغية كانت تهمه جاهزة. لكن هذا لم يثن أخياط رفقة مجموعة من أصدقائه من تأسيس أول جمعية تعنى بالأمازيغية سنة 1967، اختاروا لها اسم الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي، أي اسما لا يتضمن أي إشارة للأمازيغية بحكم أن هذا الأمر كان يعني، في مغرب أواخر الستينات، المنع والمتابعة الأمنية والاضطهاد. حرص أخياط إذن على اختيار اسم للجمعية يعبر عن وطنيتها، «يشير هذا الاسم إلى أن الأمازيغية لا تهم منطقة دون أخرى فهي قضية وطنية وليست محلية وأكثر من هذا أنها أسست بالعاصمة، وهذه الدقة في اختيار الاسم وبهذه النظرة الوطنية التي هيمنت على مؤسسي الجمعية يجعل من تجربة المغرب في طرح القضية الأمازيغية تجربة عقلانية ناضجة»، كما يروي أخياط بنفسه عن سر هذا الاختيار.
عماد المنياري
تتمة الملف تجدونها في العدد 54 من مجلتكم «زمان»