ما الذي أحدثته عشر سنوات من الحرب السوفياتية الأفغانية في واقع الحركات الإسلامية المغربية؟ وكيف هاجر المغاربة وشاركوا فيها؟ ثم كيف أثرت هذه الحرب على ثنائية ”الدين والسياسية” بالمغرب؟ هذه السطور محاولة للإجابة عن هذه الأسئلة.
من غير اليسير الإجابة بشكل مباشر عما أحدثته الحرب السوفياتية الأفغانية (1989-1979) في المغرب، دون المرور على واقع الحركة الإسلامية في تلك الفترة. وسيجرنا الحديث إلى محاولة رسم خريطة للإسلاميين منذ سنة ،1975 وكيف أثرت القضية الأفغانية في تحول معظمهم من الشأن الديني المحض إلى الشأن السياسي. كما لا يفوت المتتبع لثنايا الأحداث الوقوف عند الدور المحوري الذي أسهمت به الدولة المغربية في ما سمي بـ“الجهاد الأفغاني“.
خريطة الإسلاميين
في سنة ،1975 قُتل الاتحادي عمر بنجلون، ووجهت أصابع الاتهام مباشرة إلى “الشبيبة الإسلامية“ التي كانت تنشط منذ سنة 1972 وتعادي الفكر اليساري .ادعى مؤسسها عبد الكريم مطيع أن حادث الاغتيال اجتهاد فردي ولا يمت بصلة للحركة ككل .ورغم تصريحه هذا، إلا أنه فرّ هاربا خارج المغرب قبل أن يصدر في حقه حكم بالمؤبد ثم الإعدام.
كان إسلاميو الشبيبة متأثرين بتجارب من سبقهم في الدول الإسلامية: كالإخوان المسلمين في مصر والجماعة الإسلامية بباكستان، وبأفكار منظري الجهاد آنذاك كالسيد قطب وأبو الأعلى المودودي وغيرهم. وتفاوتت بينهم درجات «وجوب الجهاد لكل مسلم قادر عليه» ودواعي الهجرة من “دار الإسلام“ إلى “دار الكفر“، بحسب أدبياتهم .لكن ما إن دخل الاتحاد السوفياتي (الشيوعي) الأراضي الأفغانية (المسلمة)، حتى طغت آيات وأحاديث الجهاد على خطاب الإسلاميين.
غسان الكشوري
تتمة المقال تجدونها في العدد 96 من مجلتكم «زمان»