من مفارقات الحماية أن فشل “السياسة البربرية” التي حاولت من خلالها فرنسا عزل الأمازيغ عن العروبة والإسلام، تجسد بالذات في إعدادية آزرو التي راهن عليها الاستعمار لتكون رأس حربة هذه السياسة.
تقترن إعدادية أزرو في الذاكرة السياسية المغربية بأسماء سياسيين ورجال سلطة مدنيين وعسكريين، عادة ما تتم مقابلتهم بنخبة الحركة الوطنية في السنوات الأولى ما بعد الاستقلال. بفضل هذه الإعدادية تشكلت فعلا نخبة قروية أمازيغية فرانكفونية سيطرت على قطاعات واسعة في جهاز الدولة والقضاء والجيش الملكي فجر الاستقلال. لكن “كوليج” أزرو كان، أيضا، مشتلا من مشاتل استنبات الوعي الوطني ومقاومة الاستعمار، تماما كما كان الشأن بالنسبة لثانويتي مولاي يوسف بالرباط ومولاي إدريس بفاس.
في دراسته الغنية “إعدادية أزرو، تكوين نخبة بربرية مدنية وعسكرية في المغرب” يعيد محمد بنهلال، الباحث السوسيولوجي المغربي، الاعتبار لهذا الجانب المنسي من تاريخ إعدادية أزرو. اعتمادا على وثائق الأرشيف الفرنسي وشهادات بعض قدماء تلاميذ الإعدادية، يرصد بنهلال فشل “السياسة البربرية” لفرنسا الاستعمارية من خلال تاريخ الإعدادية ومآلات تلامذتها. كما يقف على دورها في الترقي الاجتماعي لبعض المحظوظين من أبناء البوادي الفقراء الذين تمكنوا من الوصول لوظائف إدارية وقضائية وعسكرية بعد الاستقلال.
إسماعلي بلاوعلي
تتمة المقال تجدونها في العدد 2 من مجلتكم «زمان»