أدى الحضور المكثف للحرب في المغرب، خلال العصر الوسيط، إلى صقل السلوكات الاجتماعية للسكان بالطابع العسكري، وإلى أن تنطبع مظاهر احتفالاتهم بكثير من المظاهر الحربية.
ما من شك أن المتأمل في مجموع المادة المصدرية المتوفرة عن المجتمع المغربي خلال العصر الوسيط لا يجد صعوبة واضحة في تحديد امتدادات الحرب وترسباتها في مجتمع امتزجت فيه مظاهر الحياة المدنية بالحياة العسكرية. فالحضور المكثف للحرب في بنيات هذا المجتمع وتنظيماته ومؤسساته، خلال العصر الوسيط، طبع الحياة الاجتماعية بالطابع الحربي والعسكري، كما أن القيم التي مجدت خلال هذه المرحلة، وكان للحرب دور هام في صياغتها وصقلها في الذهنية والسلوك الجماعيين تجلت في جملة من المظاهر والعادات. وهو ما سنسعى إلى تبيان بعضها في هذه الورقة، وبالضبط على مستوى المظاهر الاحتفالية وأشكال التسلية واللعب. لقد تعددت في مغرب العصر الوسيط المناسبات واللحظات التي يتوقف فيها المجتمع ليحتفل بها أو يحتفي فيها ببعض أفراده، أو يتسلى فيها، كما تنوعت بالقدر نفسه أشكال الاحتفال ومظاهر التسلية .لكن المثير للانتباه حقا، أنه بقدر ما كانت هذه المناسبات فرصة للترويح عن النفس وتكسير نمط الحياة العادية، بقدر ما كانت أيضا لحظة هامة لتكريس بعض القيم وترسيخها في الذهنية والسلوك الجماعيين.
حميد تيتاو
تتمة المقال تجدونها في العدد 32 من مجلتكم «زمان»