اضطلعت الفنادق، في المغرب منذ القديم، بأدوار اقتصادية واجتماعية واضحة، بغض النظر عن دورها الأساس المتمثل في الإيواء. ووفقا للباحث كاستون دوفيردان «فإنه لا يمكن تخيل مدينة إسلامية بدون فندق أو مسجد».
تشير نصوص المصادر الوسيطية إلى ارتباط الطرق التجارية بالفنادق، حيث شكلت هاته الأخيرة أبنية للإقامة المؤقتة للتجار جماعة (القوافل) أو المسافرين، الذين كانوا يبحثون ليلا عن أماكن للراحة والمبيت. وقد ظهرت هاته الفنادق في مجموعة من المدن العتيقة، كفاس ومكناس ومراكش، والقصر الكبير …وعرفت الفنادق في البلدان الشرقية باسم الخان .اليوم، يمكن أن يكون هذا الإرث المعماري مصدرا لجذب السياح، من خلال الاستجابة لتطلعاتهم المتزايدة لاكتشاف تاريخ وتفاصيل أمكنة جديدة.
كانت الفنادق عموما في ملكية خاصة للأفراد أو الأسر، وكان بعضها في ملكية الأحباس إما جزئيا أو كليا .وعادة ما كانت تبنى بالقرب من الأبواب الرئيسة للمدينة المسورة، لكي لا يضطر المسافر التجول في المدينة بأكملها حتى يعثر على فندق يبيت فيه. فيما يشير الباحث في تاريخ الفن وعلم الآثار الإسلامي، أحمد أشعبان، إلى أن الفنادق كانت «تنتشر على جانبي الشوارع والأزقة التجارية من المدن القديمة، ونادرا ما نجدها في الأزقة السكنية حيث أبواب الدور والمنازل». وذلك للحفاظ على حميمية الأسر، حتى لا يقتحم الغرباء خصوصية الساكنة والأحياء الخاصة بها.
تتمة المقال تجدونها في العدد 100 من مجلتكم «زمان»