لم يكن المغاربة قبل خضوع البلاد للحمايتين الفرنسية والاسبانية يعتبرون إسبانيا دولة قوية شأن فرنسا أو بريطانيا، إذ ظل النصر على الاسبان في معركة واد المخازن مغذيا وملهما للمخيال الجماعي للمغاربة، في نظرتهم الدونية للإسبان، حتى بعد الهزيمة في حرب تطوان سنة 1860، إذ يقول المشرفي عن أسباب الهزيمة: «وبهذه الوقعة انكسر المسلمون انكسارا لم يعهد لهم مثله وزال حجاب الهيبة عن المسلمين لذمامة الإصبنيول وحقارته لدى الدول العظام إذ غلب الحقير أشد للحسرة وآكد للفضيحة وفي المثل لو ذات سوار لطمتني، ولذلك كانت هزيمة وادي إيسلي المتقدمة مع الفرنسيين أهون من هذه، لكون الغالب غير حقير، بل هو أعظم دول الإفرنج، والروم وبمكائد الحروب خبير، وعلى كل حال فانهزام المسلمين إنما هو بسبب افتراق كلمتهم وعدم حاكم يزعجهم على التقدم وضابط يجبرهم على الزحف حتى يظهروا شجاعتهم».
أي نتيجة
View All Result