في 4 يناير 1989، وصل ثلاثة من قادة البوليساريو إلى مراكش للقاء الملك الحسن الثاني، في مناسبة هي الأولى من نوعها منذ اندلاع الصراع. كانت هذه إحدى اللحظات النادرة من المسيرة الطويلة نحو وقف إطلاق النار، في شتنبر 1991، الذي وضع حدا لـ61سنة من الحرب.
تواصل «بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية» (المينورسو)، بتشكيلتها المدنية والعسكرية، منذ 24 سنة، مهمة مراقبة وقف إطلاق النار في الصحراء ساري المفعول منذ 6 شتنبر 1991. وهو الاتفاق الذي وضع حدا لـ16 سنة من الحرب الشرسة بين المغرب والجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (البوليساريو). لم يكن الوصول إلى هذا الاتفاق هينا، فإلى حدود ثلاثة أشهر قبل دخوله حيز التنفيذ كانت عمليات القتال ما تزال مستعرة. جاء اتفاق وقف إطلاق النار ثمرة لمبادرة أممية قادها الأمين العام للأمم المتحدة، البيروفي خافيير بيريز دي كويلار، وامتد التفاوض حولها أكثر من 6 سنوات، بدءا من عام 1985، حين بادر دي كويلار إلى التعاون مع منظمة الوحدة الإفريقية بإرسال بعثة للمساعي الحميدة انتهت إلى ما عرف بـ«خطة للتسوية» التي قبلها المغرب والبوليساريو في غشت 1988، ثم اعتمادها رسميا من قبل مجلس الأمن سنة 1990، وانتهاء بإعلان دي كويلار يوم 6 شتنبر 1991 تاريخا لوقف إطلاق النار. لكن بداية هذا المسلسل انطلقت في الواقع منذ سنة 1981، عندما أعلن المغرب قبول تنظيم استفتاء في الصحراء.
خالد الغالي
تتمة المقال تجدونها في العدد 16 من مجلتكم «زمان»