خلال أربعين سنة من الحرب الباردة، لم تكن معظم دول العالم في منأى عما يجرى بها .وقد وجد المغرب نفسه أيضا في رحاها، وعاش أطوارها وتقلباتها .في هذا المقال سنركز على علاقة المملكة المغربية بالاتحاد السوفياتي في خضم هذه الحرب.
كتب الدبلوماسي الروسي “فاليري فوروبيوف“ عن أيامه التي قضاها بالمغرب مستشارا بالسفارة الروسية بالرباط، بأنه سمع الحسن الثاني في زمن أفول الاتحاد السوفياتي يقول إنه بالرغم من ميله لأصدقائه الأمريكان بدلا من الشيوعيين، إلا أنه لا يرغب بزوال الاتحاد السوفياتي، «لأن وجوده يحافظ للعالم على توازنه» .تجعلنا هذه الشهادة نعود لاستعراض علاقة المغرب بالاتحاد السوفياتي في زمن انقسام العالم إلى كتلة شرقية وكتلة غربية. أسفرت نهاية الحرب العالمية الثانية عن ظهور حرب جديدة سميت بالحرب الباردة في نهاية الأربعينات، وقد وقعت بين كتلتين؛ كتلة شرقية يتزعمها الاتحاد السوفياتي، وكتلة غربية تتزعمها الولايات المتحدة الأمريكية. واستمر الصراع بين الطرفين حتى أعلن عن النهاية الرسمية للحرب مع سقوط الاتحاد السوفياتي في سنة .1991
قبل إعلان الحرب الباردة سنة ،1947 عاش المغرب قبل هذا التاريخ محطات دولية جعلته في مخاض ما يجري على الساحة الدولية؛ فقد كان ذا موقع استراتيجي على الخريطة الحربية والسياسية للقوات الأمريكية التي قامت بعملية “طورش“ سنة ،1942 وقامت بإنزال قواعدها العسكرية ببعض مدن المملكة، ثم استمرت على أرضه وفق ما أملته “ظرفية الحرب الباردة وتلك الصراعات القطبية“ .كما أقيم بالمغرب أهم مؤتمر لحلفاء الكتلة الغربية خلال الحرب العالمية الثانية سنة 1943 بالدار البيضاء، من أجل التوصل إلى حل لإنهاء الحرب القائمة.
غسان الكشوري
تتمة المقال تجدونها في العدد 102 من مجلتكم «زمان»