في الـ13 من يونيو 2014رحل المهدي المنجرة، صاحب الكتاب القيم «قيمة القيم»، عن عمر يناهز 81 عاما. لم يكن الرجل مجرد عابر سبيل، وهو الذي طبع أعماله بخاتمه الخاص .هنا شهادة لأحد أصدقائه الذين عاشروه لحوالي ستين سنة.
علاقتي بأخي المرحوم المهدي المنجرة تعود لستين سنة خلت. كان أول لقاء لنا في العراق، حيث كنت طالبا في السنة الأولى في كلية الاقتصاد بجامعة بغداد. ففي سنة 1955، جاء إلى دار البعثات العربية، حيث كان يقيم الطلبة العرب. شاب نحيف يبحث عن الطلبة المغاربة فيها. هناك تعرفنا على بعضنا، وأخبرني أنه جاء في جولة للشرق العربي بمنحة من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية من جامعة لندن، وذلك للاطلاع على بعض المراجع، والاتصال بأشخاص ومؤسسات في إطار جهوده لتحضير رسالة دكتوراه. سرعان ما وقع انسجام بيننا، سألته عن سنه فأخبرني أنه من مواليد 1933 بالرباط، نفس السنة التي ولدت فيها. أخبرني أنه درس في جامعة كورنيل في أمريكا، حيث كانت تقيم أسرته، وحصل على شهادة جامعية قبل أن يلتحق بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة لندن. ساورني بعض الشك فيما يقول، فكيف لشاب في سني أن يحضر دكتوراه وأنا لا زلت في السنة الأولى من الكلية. أقام بعض الأيام في بغداد حيث كنا نلتقي، وقد وجدت فيه الفتى المرح وهو ما يوافق طبعي. في السنة الموالية، أي سنة 1956، أعلن عن استقلال المغرب، فرجعت إلى الرباط مدينتي بعد غياب أربع سنوات في بغداد.
حمادي الحلو
تتمة المقال تجدونها في العدد 10-11 من مجلتكم «زمان»