تذكر المصادر الموحدية أن المهدي بن تومرت رحل إلى بغداد حيث التقى بالإمام أبي حامد الغزالي، صاحب كتاب ”إحياء علوم الدين”، فأخبره بإحراق المرابطين لكتابه .فما كان من الغزالي إلا أن دعا من أجل إسقاط دولتهم وبأن يكون الأمر على يدي ابن تومرت نفسه .يذكر الموحدون هذه القصة في سياق الدعاية لمذهبهم، فدعاء الغزالي مباركة للثورة المرتقبة وشبه فتوى شرعية لها. غير أن القصة من أساسها تبدو غير صحيحة. فكتاب “الإحياء” لم يحرق، لأول مرة، إلا سنة 507هـ، أي بعد وفاة الغزالي بسنتين .في المقابل، تجعل المصادر الموحدية حدث الإحراق في 503هـ، لجعله قبل وفاة الغزالي، وبالتالي تبرير إمكانية اللقاء. علاوة على هذا، لم يذكر ابن تومرت، وهو الذي ألف أكثر من كتاب، أي إشارة لأي لقاء له بالغزالي. كما أن المهدي غادر المغرب سنة 499هـ، ولم يصل بغداد إلا في 504هـ. وفي تلك السنة لم يكن الغزالي مستقرا في بغداد أصلا حتى يقع بينهما اللقاء، فقد غادرها منذ 488هـ، أي قبل 16 سنة من وصول بن تومرت إليها .وفي التاريخ المزعوم للقاء، كان الغزالي مستقرا بمدينة طوس إيران حاليا التي توفي بها سنة 505هـ. وقد شكك كثير من المؤرخين، منذ القديم في هذا اللقاء، من بينهم ابن الأثير وابن خلدون.
أي نتيجة
View All Result