لجأ الموحدون، في بداية عهدهم، إلى ترهيب معارضيهم وكل من يتردد في إعلان الولاء لهم، بل لم يتوانوا عن تنظيم عمليات قتل جماعية وصلت إلى حد إبادة قبيلة بكاملها.
عرف تاريخ المغرب خلال الوسيط محطات عنف كثيرة فردية وجماعية، وقد حفلت مصادر المرحلة بكثير من مشاهد ذلك العنف، قد يتسرب الشك إلى بعضها أحيانا نتيجة خلفيات الكتابة. غير أن عمليتي القتل الجماعي التي قام بها المهدي ابن تومرت وخلفه عبد المومن (التمييز مع الأول والاعتراف مع الثاني)، قد تشذ عن هذا الشك لكونها جاءت في مصادر موالية للحركة الموحدية ودولتها. وقد انبرى للتفصيل فيها كل من البيذق وابن القطان، وخاصة الأول الذي سجل «وقائع الحدثين بلغة المحضر الإداري، أورد أسماء الأشخاص الذين سهروا عليهما، وأسماء المجموعات المستهدفة، وأعداد الضحايا…».
محمد ياسر الهلالي
تتمة المقال في العدد 17 من مجلة «زمان»