كانت ثورة أهل فاس من أبرز ما عرفه المغرب في القرن التاسع الهجري، تداخلت أطراف كثيرة في تفجيرها، من بينهم وزراء وعلماء وأشياخ قبائل ويهود، وانتهت بمقتل سلطان وانهيار الدولة المرينية.
يمثل القرن 9هـ/15م في تاريخ المغرب مرحلة عصيبة اجتمعت فيها بدايات الاحتلال الإيبيري للسواحل المغربية، بمرحلة طويلة من الأزمات السياسية كانت ملامحها الكبرى عدم قدرة الدولة على فرض هيبتها على المجال، وتعدد الانقلابات والصراعات الداخلية بين أطراف الحكم وغيرهم. وقد كانت ثورة الفاسيين، التي جرت أطوارها أواخر رمضان سنة 869هـ/ماي 1465م، من أبرز أحداث هذه المرحلة، كونها أفضت إلى مقتل سلطان وانهيار دولة، وبداية بروز عامل الشرف كعنصر أساس في تشكل الدولة المغربية اللاحقة مع السعديين والعلويين. يتأثث فضاء ثورة الفاسيين من فاعلين كثر يأتي في مقدمتهم السلطة المرينية ممثلة في شخص آخر سلاطينها عبد الحق بن أبي سعيد الذي تولى الحكم صغيرا سنة 823هـ/1421م تحت وصاية أبي زكريا يحيى الوطاسي، ووصل سن الرشد في حدود سنة 841هـ/1437م. يضاف إلى السلطة طرفان آخران، أولهما الوطاسيون الذين كانوا وزراء وأوصياء على العرش، وطامحين للانقلاب عليه قبل المذبحة التي تعرضوا لها سنة 862هـ/1458م، وأصبحوا معارضين للسلطة بعدها. أما الطرف الثاني فهم يهود المخزن المريني ممثلين في الوزير هارون بن بطاش، ونائبه شاويل بن بطاش، وقائد الشرطة، وآخرون ممن وصلوا إلى السلطة بعد نكبة الوطاسيين.
محمد ياسر الهلالي
تتمة المقال تجدونها في العدد 4 من مجلتكم «زمان»