تتماهى الروايات التاريخية مع الأسطورة حول رباط ماسة، حول مؤسسه أو مؤسسيه، وحول تاريخ بنائه، ومتى أصبح محيطه منطلقا للجهاد…
ظهرت الأربطة بالجناح الغربي من بلاد الإسلام مع الطلائع الأولى للفاتحين المسلمين، وقد خلفت لنا كتب الأخبار عددا منها على غرار رباط ماسة بالسوس الأقصى، الذي خُط رسمه في ذاكرة الناس قبل إنشائه على الأرض، وظهور فكرته التي أثارت جدلا كبيرا بعد وصول قائدي الفتح عقبة بن نافع الفهري وموسى بن نصير إلى بلاد المغرب، ثم ظهر به مسجد صغير في عهد إدريس الأول، إضافة إلى رباط شاكر على ضفة وادي نفيس بحوز مراكش، الذي ووري فيه جثمان أحد أصحاب عقبة بن نافع الثرى، ويُعرف بشاكر وقد تخلف عن ركب الجيش، ونذر نفسه لتعليم الناس القرآن الكريم وتعاليم الدين الجديد. وتذكر المصادر أن يعلى بن مصلين، أحد رجال رگراگة السبعة، هو من بنى هذا الرباط، حيث اتخذ منه قاعدة لقتال البرغواطيين في تامسنا، ثم أضحى هذا الرباط بعده مجمعا للزهاد المنقطعين عن الدنيا. أقيم أيضا شمال تامسنا على الضفة اليسرى لواد أبي رقراق رباط آخر لمواجهة برغواطة، وهو الذي ذكر بعض الجغرافيين أن الموحدين في القرن 7هـ/ 13م وسعوه وأنشأوا به مدينة وسموها بـ“رباط الفتح“، وهي اليوم عاصمة البلاد، ثم تناسلت الرُّبُط وزاد عددها بالمغرب، وخاصة بالسواحل التي كانت تشكل أقرب نقطة تماس مع العدو.
عبد المالك ناصري
تتمة المقال تجدونها في العدد 105 من مجلتكم «زمان»
تحياتي لكم
معلومات قيمة