لم يحتفل المغاربة بعيد المولد النبوي إلا ابتداء من القرن السابع الهجري/الثالث عشر الميلادي. وكانت سبتة أول مدينة تدخل هذه العادة إلى المغرب. ولم يكن أول شخص يدعو إلى هذا الاحتفال غير قاضيها أبو العباس العزفي، الذي ألف في ذلك كتابا أسماه “الدر المنظم في مولد النبي المعظم” .اعتبر فيه أن الأسباب التي دعته لتأليف كتابه هي الوقوف دون استمرار احتفال مسلمي الأندلس وسبتة بالأعياد المسيحية. ففكر لمواجهة هذا الأمر في الدعوة إلى الاحتفال بالمولد النبوي. كُتب لأمنيته أن تتحقق، فبمجرد ما تمكن ابنه أبو القاسم العزفي من الوصول إلى إمارة سبتة حتى بادر إلى تحقيق رغبة والده، فأعلن الاحتفال بالمولد النبوي في أول سنة من حكمه. لكن الاحتفال بهذه المناسبة في المغرب ظل هامشيا، ولم يأخذ مكانة مهمة إلا في عهد الدولة المرينية، التي كان مؤسسها يعقوب بن عبد الحق هو أول من احتفل بهذه المناسبة من سلاطين بني مرين بفاس. ومن بعده قام ابنه يوسف بن يعقوب، بإشارة من حكام سبتة العزفيين، بتعميم هذا الاحتفال في سائر جهات المغرب سنة 1292م، وأصدر قرارا بجعل ذكرى المولد النبوي عيدا رسميا.
أي نتيجة
View All Result