لم يختلف حال صلاة الجمعة بالمغرب عما كان الحال عليه بالمشرق، باعتبارها منبرا للسلطة، وإن كان المغاربة أضافوا للجمعة طقوسا أخرى ومراسم مختلفة، لأغراض دينية وسياسية.
لم يكن إغلاق المساجد مع تداعيات وباء كورونا حدثا عاديا بالمجتمعات المسلمة، إذ لم يعرف تاريخ المسلمين تعطل الجمع والجماعات كل هذا الوقت، وهو ما أحدث توترا نفسيا وانزعاجا لدى كثير من المسلمين، ليس لتوقف طقس الجماعة والاجتماع، وإنما لما تمثله هذه الشعائر من رمزية دينية واجتماعية. وتعظم هذه الرمزية مع صلاة الجمعة وطقوسها، فيضاف لبعدها الديني والاجتماعي، ارتباطها باليوم المقدس عند المسلمين، ثم ما قامت به من أدوار سياسية، سواء في العهد الأول للإسلام، أو مع تأسيس دول المسلمين، واعتبارها منبرا للسلطة، توظفه لتثبيت شرعيتها، وللتعبير عن آرائها وتبرير سياساتها والرد على معارضيها.
لم يختلف حال صلاة الجمعة بالمغرب عما كان الحال عليه بالمشرق، وإن كان المغاربة قد أضافوا للجمعة طقوسا أخرى ومراسم مختلفة، لأغراض دينية وسياسية، جعلها أكثر ارتباطا بإيديولوجية الدولة وأهدافها، دون أن يمنع ذلك الفقهاء من التدخل وإبداء الرأي وفتح النقاش، فالأمر يتعلق ابتداء بعبادة دينية مهما كان لها من أدوار أخرى.
فكيف شرعت صلاة الجمعة في الإسلام؟ وكيف تغيرت طقوسها؟ وما دور السياسة في صياغة كثير من تفاصيلها؟ وكيف اختلفت جمعة المغاربة عن نظيرتها بالمشرق؟ وما هي أهم ما اضطلعت به من أدوار في المغرب الحديث؟
محمد عبد الوهاب رفيقي
تتمة المقال تجدونها في العدد 94-95 من مجلتكم «زمان»