إذا كان المولى عبد الحفيظ وقع معاهدة الحماية مع فرنسا سنة 1912، على أساس الاحتفاظ بأملاكه الخاصة وراتبه الشهري، فإن ذلك لم يستمر طويلا. وسرعان ما قامت سلطات الحماية بقطع راتبه الشهري ومصادرة أملاكه. هذا ما نكتشفه من رسالة أرسلها مولاي عبد الحفيظ نفسه إلى الرئيس الأمريكي وودرو ويلسون، من مدريد في يونيو 1920، يطلب منه التدخل من أجل رفع الحيف الذي طاله. في هذه الرسالة يكشف مولاي عبد الحفيظ قيام الحماية الفرنسية بإهانته مرارا، ومصادرة أملاكه وتوقيف راتبه، وتهديد مديري أملاكه والمتعاملين معه تجاريا، بل واعتقال شقيقه بوبكر وسجنه في «بيت لا يتعدى أربعة أمتار مربعة». ويضيف السلطان المستقيل: «ولم تمض إلا مدة يسيرة حتى عمدوا إلى قصرنا ودخلوه عنوة، وعلى حالة يشمئز ذوو النفوس الشريفة سماعها، فضلا عن فعلها، واغتصبوا سائر كتبنا…حتى الموبلي (الأثاث) وسائر أثاثا قصورنا. ولم يقتصروا على ذلك، بل مدوا أيديهم لحريمنا وصبياننا وأخرجوهم من قصورهم، وتوجهوا بهم لثغر الرباط على حالة تفتت الأكباد».
أي نتيجة
View All Result