لم تتحرك السفارات المغربية في اتجاه عدد أكبر من دول أمريكا اللاتينية إلا مع بداية النصف الثاني من ثمانينات القرن الماضي، في وقت كانت الجزائر تصول وتجول مستفيدة من أموال البترو-دولار. كان عبد الخالق أتراري من بين الدبلوماسيين القلائل الذين حزموا حقائبهم للتحليق في اتجاه البيرو التي كانت تعترف، حينئذ، بجبهة ”البوليساريو” .وكنائب للسفير، عمل أتراري جاهدا على تغيير الأمور، لكنه لا يخفي أنهم وجدوا، في البداية، ”صعوبات في كیفیة تغییر أو على الأقل تحیید موقف الدولة من قضیتنا الوطنیة الأولى” أمام عناد الجارة الشرقية، قبل أن تسلك أمامهم الطريق.
متى قرر المغرب فتح سفارة أو سفارات في أمریكا اللاتینیة؟
بعد الاستقلال، ربط المغرب علاقات دبلوماسیة مع غالبیة دول المنطقة، لكن فتح سفارات مقیمة كان قلیلا جدا، فقط في البرازیل والأرجنتین وكوبا. لكن حینما اشتد النزاع مع الجزائر حول الصحراء المغربیة، وتنامي اعتراف أغلبیة دول أمریكا اللاتینیة بالبوليساريو، بحكم التأثیر الجزائري والكوبي، قرر وزیر الشؤون الخارجیة عبد اللطیف الفیلالي، في سنة 1986، فتح سفارات في كل من البیرو وكولومبیا وفنزویلا. وتلا ذلك فتح سفارات في المكسیك والشیلي وجمهوریة الدومینیك .وفي السنوات الأخیرة، فتحت في بنما والبارغواي وغواتیمالا وسانت لوسي، كما أعید فتح سفارة في كوبا بعد إغلاقها، في عام ،1979 بعد ثبوت تمویل میلیشیات البولیساریو وتدریبها على حمل السلاح ضد المغرب.
أنت أین عینت ومتى وبأي صفة؟
عینت في البیرو، سنة ،1986 كنائب للسفیر. مهمتنا الأولى كانت فتح سفارة بلیما لأول مرة. ومكثت فيها ست سنوات. كانت من الدول المعترفة بالجمهوریة المزعومة.
حاوره عمر جاري
تتمة الحوار تجدونها في العدد 92 من مجلتكم «زمان»