كان عبد الرزاق لبليدي يبلغ بالكاد 15 سنة، حين انخرط في المقاومة ضمن خلية بالرباط. وبعد نفي محمد الخامس، أخرج مسدسه لقتل “خائن”.
انخرط عبد الرزاق لبليدي ضمن مقاومي الرباط في سن مبكرة. تشير وثائق هويته الرسمية إلى أنه ازداد في عام 1933، وهذا غير صحيح كما سيظهر ذلك في وقت لاحق. والمؤكد أنه ولد بحي بوقرون داخل المدينة العتيقة في الرباط، وسط عائلة ثرية نزحت من الأندلس، وبالضبط من البلدة، التي هي اليوم إحدى بلديات أراغون الواقعة بشمال إسبانيا.
النجارة وكرة القدم والمقاومة
كان المحجوب، والد عبد الرزاق، نجارا مختصا في صنع الأثاث الفاخر، ومعروفا بجودة منتجاته. وقد قام لبليدي الأب مع ابنه الأكبر محمد برحلة إلى مرسيليا، ربما في بداية ثلاثينات القرن الماضي، لاستيراد أداة كهربائية حديثة لتلبية الطلبات المتزايدة لزبائنه من الأعيان المغاربة والأوربيين.
انخرط عبد الرزاق في مسلسل دراسي يشبه مسلسل أبناء الأعيان الوطنيين في ذلك الوقت، بدءا من لمسيد، ثم المدرسة الابتدائية العربية الحديثة، قبل الانتقال إلى الثانوي حيث يمكن التعلم، أيضا، أساسيات اللغة الفرنسية. «لم يكن والدي يتقن لغة المعمر بالكامل في شبابه. لذلك عندما دخل السجن بسبب مشاركته في المقاومة، كان يشتكي من ظروف اعتقاله إلى مفتش السجن بهذه الكلمات: (مرة حارة جدا، ومرة منعشة!) ظل يردد ذلك، ضاحكا، حتى نهاية حياته»، يذكر ابنه سمير جراح العظام والمفاصل في الرباط.
المعطي منجب
تتمة الملف تجدونها في العدد 76 من مجلتكم «زمان»، فبراير 2020