يعود عبد السلام بوطيب، رئيس مركز الذاكرة المشتركة من أجل الديمقراطية والسلم، في هذا الحوار إلى أحداث 19 يناير 1984 التي عرفتها مدن الشمال وخاصة الناظور والحسيمة وتطوان. ويقول بوطيب، الذي اعتقل على هامش تلك الأحداث، إن من أخرج الناس في الريف للاحتجاج هو إحساسهم بـ«الحكرة»، كما يقول إن النخب، التي كانت في الريف أو تتحدر منه، لم يكن يهمها إلا مصالحها الضيقة «ولو كذبت على الملك». ويشدد بوطيب على أنه يشتغل، اليوم مع رفاق له، على المساهمة في خلق نخب ريفية محلية قادرة على تحمل المسؤولية، داعيا إلى ضرورة تحويل اللحظات المظلمة إلى لحظات الأمل والرغبة في إشاعة الروح المتفائلة.
ماذا تذكر، الآن بعد مرور ثلاثين سنة، عن الأحداث التي عرفتها منطقة الريف يوم 19 يناير؟
أتذكر بألم الفجوة الكبيرة التي خلقها الاعتقال في مسار حياتي وحياة الكثير من الشباب الذين كانوا معي منذ تلك الفترة القاسية وإلى اليوم. ما زلت أتذكر الألم الذي سكنني. أتذكر أنني في يوم ما أصابتني تلك الهمجية التي لا عنوان لها ولا منطق ولا مستقبل.أتذكر، أننا ضيعنا، معا، طاقات كبيرة كانت ستعود على البلاد بنفع كبير اليوم.
هل تقصد أن المسؤولية كانت مشتركة، أي أنكم تتحملون بدوركم جزءا من المسؤولية؟
نعم، ككل الأحداث السياسية، المسؤولية هي، كذلك، تكون دائما مشتركة ويتحملها الجميع، غير أنه يجب أن ننتبه إلى أن خروج الناس إلى الشارع للاحتجاج، في كل مكان وفي تاريخ البشرية برمتها، يكون بهدف إيصال رسالة ما، لرفع الظلم عنهم، وهنا المسؤولية تتحدد على هذا الأساس.
حاوره عمر جاري
التتمة في العدد رقم 5 من “زمان”