يعتبر كتاب “المدينة القديمة بالدار البيضاء، ذاكرة وتراث” من أهم الإصدارات عن الدار البيضاء التي تكاد تخلو من ذاكرة ومما يحفظ الذاكرة.
كُتب الكثير عن الدار البيضاء، ورغم تعدد الكتابات لم يُقيَّض للدار البيضاء أن تعرف كتابا جامعا كما كُتب عن إسطنبول، يمزج بين النظرة الفاحصة واللغة البيانية الأديبة. وفي غمرة الكتابات ذات الطابع القطاعي، أو السياحي، أو الكتب الجميلة، ذابت المدينة القديمة، في سطور ومقاطع، أو عَوّضت الصورة الحكي، ولم تُفض لحفظ الذاكرة.
يتدارك كتاب “المدينة القديمة بالدار البيضاء، ذاكرة وتراث” للأستاذ حسن لعروس هذا النقص. الكتاب مخصوص للمدينة القديمة التي وُلد بها الكاتب، في الأربعينات، أو حي التناكر بالضبط كما كان يعرف. درج بها، وعرف ناسها وتحولاتها، بل شاءت المصادفات أن يلتقي بالشهيد أحمد الراشدي يوم اعتقاله كي يقتاد إلى الإعدام.
الكتاب من الكتب المهمة التي صدرت عن ذاكرة المدينة القديمة للدار البيضاء، ولا تزري به الطبعة العادية، ومن دون شك أن الكتاب لسوف يلقى صدى أكبر لو أعيدت طباعته في شكل أنيق.
ما وراء الأسوار
ليست الذاكرة البناءات القديمة وحدها. المدينة القديمة تتهاوى قبل أن تعرف الترميم، ولكن الكاتب يذهب أبعد مدى: «أين هي الذاكرة الشعبية للمدينة القديمة للدار البيضاء داخل سورها العتيق؟ أما آن أن تستفيق من سُباتها وتنفض عنها غبار النسيان والإهمال؟ ألم يأتِ بعدُ من يلملم أطرافا، ويعمل على إخراجها للوجود، حتى يطّلع الأبناء على ما خلفه الآباء».
هو ذا العمل الذي ينتصب له صاحب الكتاب، في تتمة لكتابات سابقة للراحل أحمد زياد كان ينشرها في جريدة “العلم” عن الدار البيضاء ورجالاتها.
حسن أوريد
تتمة المقال تجدونها في العدد 78 من مجلتكم «زمان»