تزخر متاحف المغرب بالتماثيل، لكن هذه التماثيل تكاد تغيب عن الشوارع الرئيسية والساحات العامة مع استثناءات قليلة تحاشت تجسيد الشخوص، وذلك على عكس ما نراه في عدد من البلدان الإسلامية. فما هو تاريخ حضور التماثيل والنصب في الفضاء المغربي؟ ولماذا يتم تغييب النقاش العمومي بخصوص هذا الموضوع؟ وما هو موقف الدين؟
يندهش الزائر لساحات وشوارع دول إسلامية عديدة بمشهد التماثيل البارزة التي تنتصب في وسط المدن الرئيسية في هذه البلدان، تماثيل لشخصيات من التاريخ الغابر ومن مختلف المجالات تزين الفضاءات العمومية لهذه الدول الإسلامية التي يشارك معظمها المغرب مذهبه الديني. وعلى العكس تماما في المغرب، نجد غيابا مطلقا لهذه التماثيل رغم أن التاريخ المغربي السياسي أو الثقافي أو الفني لا يعدم قامات أو رموزا يستحق الاحتفاء بها وتخليدها كما هو حاصل في مصر أو تونس أو الجزائر ودول أخرى.
إلى حدود اللحظة، يجري تغييب النقاش العمومي حول هذا الموضوع، ومن أثاروا، سابقا، سؤال غياب التماثيل عن ساحات المدن المغربية سابقا، يتجنبون اليوم الخوض فيه مجددا لما يكتسيه من حساسية دينية وسياسية، وهو ما وقفت عليه مجلة “زمان” من خلال محاولتها استقراء آراء ووجهات نظر مسؤولين سياسيين سابقين أو رجال دين، حيث تحفظ هؤلاء في الرد على أسئلة “زمان”.
وإذا كانت الشوارع المغربية خالية من تماثيل ونصب لشخصيات وطنية من التاريخ أو التراث، كما هو الحال في القاهرة أو اسطنبول أو تونس، فإننا وللمفارقة نجدها بغزارة في مختلف متاحفنا الوطنية. ففي بهو متحف الرباط، مثلا، ينتصب تمثال للملك الموري بطليموس خاتم حكام موريطانيا الطنجية شامخا، ونجد تمثالا آخر لرب الطب إسكولاب وفينوس ربة الحب. فماذا يعكس هذا التناقض؟ لماذا لم توضع موانع ضد عرض التماثيل في الأماكن المغلقة كالمتاحف والفنادق وبعض المؤسسات العمومية، ويتم التحفظ على نصبها في الفضاءات الخارجية؟ هل يرتبط ذلك بعدم قابلية الذهنية الجماعية للمغاربة لتقبل وجود هذه التماثيل في الحارات والساحات التي يمرون بها يوميا؟ ماذا يقول الدين في هذه النازلة؟ وما هي المحاولات التي عرفها التاريخ المغربي لنصب تماثيل وسط الساحات؟ لماذا تنتشر بعض المنحوتات الحيوانية في مدن كثيرة دون أن يخلق ذلك مشكلة؟
عماد استيتو
تتمة المقال تجدونها في العدد 65 من مجلتكم «زمان»
يا ليث الدولة المغربية تتخذ خطوة جريئة لاقامة تماثل الشخصيات المغربية في الاماكن التي و لدوا فيها او عاشوا فيها و قرب الاماكن التي دفنوا فيها ، فالزائر و المواطن سيتسائل دائما عن علاقة الشخصية بالمكان و بماذا قامت هده الشخصيات ، فيا ليثنا نجد في ازقة مراكش تماثيل ابن البناء ،ابن رشد ، ابن طفيل ، ابن تاشفين ، القاضي عياض ….
و يا ليثنا وجدنا في ازقة فاس ثماثيل لابن اجروم و ابي عمران الفاسي وفي طنجة ابن بطوطة و طارق ابن زياد و في الحوز ابن ابي حفص الهنتاتي و في الرباط يعقوب المنصور و اللائحة تطول فلا يخلو جبل او سهل في المغرب الا و ولد او عاش او توفي فيه علم من اعلامنا