لم يكن يطمح لأن يؤسس لسوسيولوجيا جسوسية أو مدرسة جسوسية، لا على المستوى السياسي ولا الفكري كما اعترف قبل وفاته، لكن بتكوينه المنهجي المتين وموسوعيته، طبع جسوس مسار السوسيولوجيا في المغرب.
فور عودته من أمريكا حاملا لشهادة الدكتوراه في السوسيولوجيا، وبينما كان يتردد على “السويقة“ وباب الأحد في الرباط، لاحظ جسوس أن الورق الذي يتم فيه لف «الزريعة وكاوكاو» هو عبارة عن ورق لكتب وأطروحات جديدة لم يمر على نشرها سوى سنة أو سنتين! الرجل المتخرج من أعرق الجامعات الأمريكية بدأ يتساءل: هل يمكن أن يحدث معي الشيء نفسه؟ وفي النهاية، فضل أن لا يكتب أبدا! لكن أصدقاؤه يعتبرونه أحد مؤسسي علم الاجتماع في المغرب، إذ يقول السوسيولوجي المختار الهراس في حديثه مع “زمان“: «يمكن أن أقول، وبدون تردد، بأن محمد جسوس وبول باسكون من مؤسسي علم الاجتماع في المغرب، وقد كان لهما تأثير كبير في التوجيه البحثي ورسم تطور معالم السوسيولوجيا في المغرب». فيما قال في حقه المفكر محمد سبيلا: «كان نموذجا فريدا في التعبير وفي التبليغ سواء في دروسه أو في محاضراته ومداخلاته وتأطيره للتجمعات الحزبية التي كان بعضها يصل إلى أربع أو خمس ساعات (…)، كما شكل نموذجا مثاليا للعمل السياسي الطهري، وهو في هذا السياق يندرج في خانة الساسة المثقفين المغاربة الذين زاوجوا بين الفكر والسياسة».
سارة صبري
تتمة المقال تجدونها في العدد 112 من مجلتكم «زمان»