هو سليل أسرة ثرية جدا من أعيان سلا، زهد في كل شيء وفضل البحث العلمي على البنايات والمتاجر.. بورتريه عن محمد حجي، المؤرخ الذي روض التاريخ.
يعتبره البعض الأب الروحي للبحث التاريخي في الفترة الحديثة، لكن، كيف يمكن أن نتخيل نحن هذا الرجل يجلس على الأرض في بهو بيته والكتب ملتفة حوله، يقلب صفحات ذاك الكتاب ويحقق ذاك المخطوط، تارة باستعمال نظاراته وتارة أخرى باستعمال العدسة المكبرة، كما وصف المشهد ابنه كمال حجي في حديثه مع “زمان“. لكن قبل كل ذاك، كان حجي أول مؤرخ يناقش أطروحة جامعية في المغرب المستقل! رأى محمد حجي النور في 31 يناير عام ،1923 فتح عينيه وسط أسرة كبيرة جدا، فقد كان والده عبد لله مزواجا، تزوج كثيرا وأنجب كثيرا، لكن محمد، ابنه البكر، كان الأقرب إلى قلبه. كبر الطفل وربط علاقة خاصة مع والده كما كشفت أخته خديجة حجي في حديثها مع “زمان“: «أخي هو من ساعد أبي على تنمية ثروته. أذكر أنه حينما توفي والدي عام 1990 لم نشعر باليتم، بالرغم من أننا كنا صغارا، لأن أخي محمد تكفل برعايتنا، بينما هو، كان يتيما، يتيما جدا، وظلت صحته تتآكل بعد وفاة والدي إلى أن توفي». لم يكن من الممكن، أيضا، الحديث عن محمد حجي دون الاستعانة بالمؤرخ محمد معروف الدفالي، الذي قدم لنا قراءة غنية وعميقة في مسار حجي الأكاديمي والشخصي، بحكم معرفته به منذ أن كان طالبا عنده أيام الكلية.
يقول الدفالي: «الحديث عن محمد حجي هو حديث عن أحد رموز شعبة التاريخ في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط .ينتمي الرجل إلى عائلة من أعيان مدينة سلا، وهو الموروث الذي أدخله إلى زمرة النخبة .هناك أيضا المكتسب، وهو التعليم، فالرجل تعلم وأصبح من مثقفي هذا البلد».
سارة صبري
تتمة المقال تجدونها في العدد 113 من مجلتكم «زمان»