مباشرة بعد مغادرتهم السجون خلال مرحلة سنوات الجمر والرصاص، فكر عدد من المعتقلين اليساريين السابقين، ممن لهم هم ثقافي وفكري بالإضافة إلى الهم السياسي، في تأسيس مجلة ثقافية وفكرية يسارية تعبر عن نبض المرحلة، فكانت تجربة “المقدمة” التي احتضنت عددا من رموز اليسار مثل عبد اللطيف اللعبي، عبد القادر الشاوي، أبراهام السرفاتي، محمد حيتوم وسيون أسيدون وغيرهم لكنها تعرضت للتوقيف إثر احتجاجات سنة 1984. في هذا الحوار، يقدم محمد حيتوم القيادي النقابي والمعتقل اليساري السابق ضمن “مجموعة مكناس” شهادته على هذه التجربة.
متى طرحت فكرة تأسيس مجلة “المقدمة” أول مرة، وهل كانت وليدة تفكير جماعي أم فكرة شخص معين؟
في الواقع، جاءت الفكرة بعد تفكير طويل ونقاشات عميقة استغرقت حوالي سنة. فمنذ 1981، بدأ النقاش حول هذا المشروع الفكري بأرضية متواضعة كنت قد قمت بصياغتها شخصيا. توسع النقاش لاحقا لينفتح على مجموعة من المناضلين والقياديين في اليسار المغربي الجديد وبمختلف مشاربهم. فكما هو معروف كانت حتى داخل هذا “اليسار الجديد” تيارات متباينة ومختلفة فيما بينها في الأفكار والمنطلقات والتصورات وتقييمها للمرحلة، وقد تم الانفتاح على الجميع خصوصا من لهم انشغال فكري وهم ثقافي، فلم يكن لكل الفاعلين السياسيين اهتمام بالثقافة بطبيعة الحال.
لما تبلور المشروع بشكل نهائي، تم تشكيل هيئة تحرير قارة. ومن أبرز الأسماء نذكر عبد الرحيم البوعزاوي المدير المسؤول والذي كان محاميا، الشاعران المبدعان والمعتقلان السياسيان عبد اللطيف اللعبي وعبد الله زريقة، سالم اكويندي مهتم بالقصة وكاتب مسرحي، محمد البكراوي أستاذ الفلسفة ومعتقل، عمر الزايدي معتقل سياسي سابق، حسن إدكروم معتقل سياسي سابق والنقيب والأستاذ عبد الرحيم الجامعي، بالإضافة إلى عبد ربه. وكان هناك طبعا بعض الإخوة ممن يتفاعلون معنا بالكتابة الدائمة والمساهمة في النقاش، كما كان هناك بعض المراسلين من خارج المغرب كما هو الشأن بالنسبة إلى الصحافي رشيد خشانة من تونس والأستاذ الجامعي توفيق رشد، بالإضافة إلى التعامل مع عدد من المثقفين في فلسطين ومن منظمة التحرير، خصوصا الأخ واصف منصور.
حاوره عماد استيتو
تتمة الحوار تجدونها في العدد 75 من مجلتكم «زمان»