يعود محمد عثماني، لأول مرة، لقضية محاكمة البهائيين الشهيرة في ستنينات القرن الماضي. تلك المحاكمة التي أدين فيها الرجل بالإعدام قبل أن يتراجع المجلس الأعلى ليصدر حكم البراءة في حق البهائيين. ما هي البهائية؟ كيف اعتنقها عثماني؟ كيف تفاعل محيطه مع اختياره الديني هذا؟ ثم لماذا اعتقل البهائيون فجأة وخضعوا لمحاكمة سرعان ما اتخذت أبعادا سياسية؟ ما الذي تغير أثناء المحاكمة ليتراجع المجلس الأعلى عن إدانة البهائيين؟ في ما يلي تفاصيل هذه القضية، التي تعتبر نموذجا لقضايا حرية العقيدة والتسامح الديني في بلادنا، على لسان أحد ضحاياها.
كيف اعتنقت البهائية؟
أحسب أن الشعور الذاتي بالخالق يشغل فكر كل إنسان، خاصة نحن الأبناء الذين رضعنا من الثقافة الإسلامية وسمعنا عن اليوم المشهود الذي يظهر فيه الموعودان المذكوران في تراثنا الإسلامي. وما أن سمعت عن ظهورهما حتى استبعدت حصوله في زماننا الحاضر. ومع ذلك دفعتني الرغبة في الاطلاع على هذا الخبر الغريب لأتأكد من عدم صحته. فإذا بي أجد نفسي أنتقل من استبعاد صحة الخبر إلى الشك ومن الشك إلى الحيرة، إلى اليقين في صحته والتصديق به.
أي موعودين؟
المقصود بهما المهدي المنتظر ونزول عيسى عليهما السلام، كما هو مذكور في التراث الإسلامي.
يعني كانت تجربة روحية ذاتية وليس عن طريق دعاة بهائيين؟
تجربة شخصية روحية نعم، ولكن الذي أثار فضولي للتعرف عليها صديق طفولتي وابن مدينتي الذي حدثني عن الدين البهائي.
هل يمكن أن تقدم للقراء فكرة حول هذه الديانة؟
الدين البهائي دين مستقل، وليس مذهبا من مذاهب أي دين أو توليفة لتعاليم الأديان السماوية المعروفة في العالم .ولكنه حلقة في سلسلة الأديان التي يتم تجديدها من طرف الإرادة الإلهية كلما اقتضى التغيير وحاجة البشر إلى ظهور رسالة إلهية جديدة، تجدد الروحانية في قلوب البشر وتعلمهم الأنظمة الاجتماعية التي بها تتقدم البشرية نحو مرحلة جديدة من تطورها الحضاري الروحاني والمادي معا. وكغيرها من الديانات تشتمل على جانب أخلاقي تدعو إليه جميع الديانات، وجانب تنظيمي يتوافق مع متطلبات ظروف التغيير للتقدم الحضاري.
حاوره إسماعيل بلاوعلي
تتمة الحوار تجدونها في العدد 32 من مجلتكم «زمان»