عمدت سلطات الحماية الفرنسية في سلا، غداة توطيد أقدامها في المغرب، إلى بناء مدرسة خاصة بأبناء أعيان المدينة ووجهائها.
تعددت الأسماء التي عُرفت بها إحدى أشهر المؤسسات التعليمية بمدينة سلا، والتي وُسمت بأنها مدرسة خاصة بأبناء الأعيان الذين كانوا أول من أقبل على فصولها .فقد عُرفت منذ تأسيسها مع مستهل عهد الحماية وفتح أبوابها أمام التلاميذ بمدرسة أبناء الأعيان المسلمين، ثم تغير اسمها بين سنتي 1953 و1967، تبعا لموقعها من المدينة حيث أضحت تُعرف بمدرسة السور. ثم حملت، بين سنتي 1967 و1976م، اسم مدرسة باب معلقة، قبل أن يطلق عليها اسم مدرسة ابن حزم، إلا أنه بعد سنتين من ذلك، أي بداية من سنة ،1978 تم تغيير هذا الاسم فاختير لها اسم جديد وهو مدرسة مولاي المكي العلوي، وما زالت تحمل هذا الاسم إلى إيامنا هذه. لقد تحكم في اختيار هذه الأسماء عدة اعتبارات سواء ما ظهر منها خلال فترة الحماية الفرنسية على المغرب، أو في مرحلة الاستقلال؛ ففي المرحلة الأولى، كان هناك تغييب مقصود ومتعمد من إدارة الحماية لأسماء رموز من رجالات المدينة، كالمجاهد العياشي الذي عاش خلال القرن 11هـ/ 17م، والذي تحتفظ الذاكرة السلاوية بمكانة خاصة له لما أسهم به من دور في تقوية هيبة المدينة سياسيا، وإنعاش إمكانياتها اقتصاديا، فكان بالإمكان أن تُعرف هذه المدرسة باسمه، خاصة وأن مقرها الجديد أقيم على أنقاض منزله. كانت للأسماء التي عُرفت بها هذه المدرسة دلالتها الرمزية، حسب ما أحدث من ملحقات تابعة لها، منذ إنشاء نواتها أول الأمر بالبناية المخزنية العتيقة المشهورة بدار ابن العطار، التي تقع بما يُعرف بحومة باب احساين .وبعد التطور الذي حدث في البرامج الدراسية لهذه المؤسسة منذ مستهل العقد الثاني من القرن العشرين، ظهرت بها شعب مهنية، فتم إحداث قسم عصري اتخذ من دار قبطين مقرا له، ثم تحول بعد ذلك، إلى دار الشدادي بالحومة نفسها.
عبد المالك ناصري
تتمة المقال تجدونها في العدد 104 من مجلتكم «زمان»