لم يتأخر مصطفى إدبيهي، وهو القادم من الدارالبيضاء، في فرض نفسه داخل أحد أكبر مصانع للسيارات في أوربا، وفي وقت وجيز تحول من مجرد عامل مكلف بمراقبة العربات في سلسلة الإنتاج بمصنع «رونو» إلى متعهد سهرات ألمع نجوم الفن المغاربة والمغاربيين في تلك الفترة، كما قال عنه صديقه يوسف حجي مؤلف كتاب “إدبيهي، من رونو إلى الأولمبيا”. في هذا الحوار يتحدث مصطفى إدبيهي عن بداياته في بلاد المهجر، وعن علاقاته الأولى بالأولمبيا رفقة فنانين مغاربة. فيما يلي نص الحوار:
نعود إلى بداية حلولك بفرنسا، هل كان للدراسة أم للعمل؟
وصلت إلى فرنسا بعيد أحداث ماي 1968، وكنت في الأصل قاصدا بلجيكا للبحث عن عمل هنالك، لكن رياح الحرية التي هبت على فرنسا بعد ربيع 1968 دفعت بي إلى الاستقرار بباريس.
وهنالك التحقت بمصنع رونو؟
لا، في البداية مارست مهنا أخرى، لضمان قوتي اليومي والاستقلال الذاتي. وأذكر أن أحد أصدقاء العائلة اقترح علي الاشتغال في مصنع «سيتروين»، ورافقني في اليوم الموالي إلى مصلحة التشغيل في المصنع، غير أن المسؤول عن تشغيل عمال جدد، وهو يهودي مغربي يتكلم الدارجة والأمازيغية، رفضني منذ البداية، وعلمت فيما بعد أنه قال لمرافقي، حسب ما أخبرني الأخير، إني ضعيف البنية، وأتحدث الفرنسية وأكتبها، وطلب منه في النهاية أن لا يأتيه بهذا النوع من المغاربة.
متى التحقت بمصنع رونو؟
بعد بضعة أشهر، قضيتها في مهن مختلفة، اقترح علي صديق تقديم طلب للعمل في مصنع «رونو»، وكذلك فعلت. وبعد أكثر من ثلاثة أسابيع، توصلت برسالة من المصنع يقترحون علي فيها موعدا لمقابلة المسؤول عن التشغيل، الذي لم يتردد في قبولي، بل أعجب بكوني أقرأ وأكتب الفرنسية عكس باقي العمال المغاربة، واقترح علي أن أتلقى تكوينا حتى أكون مراقبا وليس مجرد عامل.
حاوره عمر جاري
تتمة المقال تجدونها في العدد 24 من مجلتكم «زمان»