انشغلت الصحافة المغربية والفرنسية خلال شهر تقريبا بما أصبح يعرف بـ«قضية الصحافي إيرك لوران وزميلته كاترين كَراسيي» وتتلخص «القضية» في عملية ابتزاز فاشلة. ذلك أن الصحافيين، لوران وكراسيي، اللذين نشرا منذ بضع سنوات كتاب «الملك المفترس»، زعما أنهما بصدد صياغة كتاب جديد حول القصر الملكي.
يبدو، من تصريحات لوران أن ما كان بصدد إعداده يتضمن معلومات مسيئة جدا للملك محمد السادس. لذلك اقترح لوران على القصر الملكي صفقة مالية لحجب الكتاب عن النشر. الجديد في هذه النازلة هو أن القصر الملكي، عبر طاقم محاميه، استدرج الصحافي الفرنسي وزميلته إلى «فخ» الابتزاز الصريح تحت مراقبة الشرطة القضائية الفرنسية التي وثقت بالصوت والصورة لعملية الابتزاز. هكذا انفضح الأمر، وأصبح قضية رأي عام، فسال الكثير من المداد، ونشطت المواقع الإلكترونية، وتناسلت التعليقات بين المبتهج بـ«دقة المعلم» المغربية، وبين المتأسف على «زلة» الصحافيين الفرنسيين، أما الوقائع فبسيطة جدا.
اتصل، نهاية الأسبوع الثالث من يوليوز، لوران بالقصر الملكي المغربي عارضا إبرام صفقة مالية للاستنكاف عن نشر كتابه، بقرار من القصر الملكي.
فضيحة بـ«جلاجل»
تحرك محامو الملك في اتجاهين متكاملين، أولا في وضع شكاية ضد لوران وزميلته لدى السلطات المختصة الفرنسية. ثانيا إخبار الصحافيين المعنيين بقبول القصر مناقشة عرض لوران. فرتب محامي الملك، أواسط شهر غشت، عدة لقاءات مع المعنيين بالأمر. هكذا وقع لوران في الشرك الذي نصب له، فصرح في لقاء أول، حضره بمفرده، عن استعداده لإيقاف عملية نشر الكتاب مقال ثلاثة مليارات من السنتيمات. كما أنه، بعد اعتبار المفاوض المغربي أن المبلغ المطلوب غير مناسب ويفوق ما كان يتوقعه القصر، قبل في آخر المطاف بملياري سنتيم (مليوني أورو) فقط. ومما زاده اطمئنانا، إصرار الطرف المغربي على سماع اتفاق زميلته كاترين كراسيي على «الصفقة». هكذا حضرت هذه الأخيرة للاجتماع المهم. فعبرت، بلسانها، عن قبولها «الصفقة» التي عقدها لوران، فطلب المحامي المغربي منهما التوقيع على التزام بعدم نشر الكتاب، وبعدم الاهتمام مستقبلا بالشؤون المغربية، لا من قريب ولا من بعيد. وأخبرهما المحامي أنه مستعد لصرف المبلغ المتفق عليه بالطريقة التي تناسبهما وعربون الجدية هو حصولهما، مباشرة بعد التوقيع، على 40 ألف أورو نقدا وبأوراق مالية صغيرة ومتداولة، لكل واحد منهما. حينها حرر الصحافيان بخط يديهما عقد الالتزام، ووقعاه، وتسلما ظرفين بالمبالغ المتفق عليها.
المصطفى بوعزيز
تتمة الملف تجدونها في العدد 24من مجلتكم «زمان»