ارتبطت مدينة مراكش شعبيا، منذ القديم، برجالاتها السبعة، فيما لم تحظ أبوابها بما تستحق من اهتمام، وظلت بين يدي الباحثين فقط. هنا جولة حول أشهر أبواب المدينة الحمراء.
مثلت أبواب مراكش، عبر تاريخ المدينة، نافذة سمحت بانفتاحها على الخارج ورمزا من رموز قوتها وهيبتها أمام الساكنة والوافدين عليها، وفي الآن ذاته النقطة الأضعف من سورها. يستدعي الحديث عن أبواب مراكش التطرق، أولا، إلى السور، لأن نشأتها وتطورها مرتبطان بنشأته وتطوره.
تختلف الدراسات في تحديد تاريخ إنشاء سور مدينة مراكش، ومرد ذلك إلى غياب نص مصدري مُعاصر للحدث، وسكوت البيدق القريب زمنيا من الحدث عن ذكر سور مراكش، وعدم توفر النصوص المصدرية التي أورد أصحابها تواريخ إنشاء سور المدينة على قرائن وإثباتات مقنعة. فصاحب الاستبصار، الذي يعد أول من ذكر تاريخ إنشاء سور مراكش، يحدده في سنة 514هـ/ 1120م، في حين يذهب به ابن سعيد الغرناطي إلى سنة 529هـ/1135م، أي بفارق زمني يبلغ خمسة عشر سنة.
لهذا السبب، نجد الدراسات الحديثة متعارضة في نتائجها تعارضا شديدا، فهذا غاستون دوفردان يرجح شروع المرابطين في تسوير المدينة خلال شهر جمادى الأولى من سنة 520 هـ، أي بين شهري ماي ويونيو من سنة 1126م، أما الباحث محمد رابطة الدين فيبدي تحفظه من التواريخ المُقدمة، ويقترح في المقابل إمكانية بناء سور المدينة في بداية تأسيسها لا بعده بمدة طويلة، استنادا إلى شروط تأسيس المدن بالغرب الإسلامي في العصر الوسيط، وأخذا بعين الاعتبار الظروف العامة المحيطة آنذاك بإنشاء العاصمة مراكش. فمن شروط التأسيس أن تحاط المدينة بالسور المنيع الذي يعد من مستلزمات الحماية من المضار، خاصة وأن المدينة أنشئت في مجال حيوي لعصبية معادية للعصبية التي أنشأتها قصد التحكم في زمامها، وهو ما أدى إلى تعارض في المصالح، كانت أهم نتائجه إنتاج تجربة سياسية جديدة في مرحلة مبكرة من عمر الدولة المرابطية هي التجربة الموحدية.
سمير أيت أومغار ولوبنى زبير
تتمة المقال تجدونها في العدد 28 من مجلتكم «زمان»