يستحضر أحمد اليابوري، أحد أبرز المثقفين المغاربة، مسار اتحاد كتاب المغرب الذي رأسه ما بين 1983 و1989. يعود اليابوري أو أستاذ الأجيال كما يطلق عليه زملاؤه في الجامعة، هنا، إلى تاريخ التأسيس الذي بدأ فكرة صغيرة، وإلى أولى الأزمات التي تفجرت داخل بيت الاتحاد. كما يعود إلى ظروف الخروج، اضطرارا، من دار الفكر الفسيحة إلى شقة صغيرة في الرباط، وإلى المواجهات التي خاضها الاتحاد أو التي عرفها داخليا.
ما يزال هناك خلاف حول التاريخ الحقيقي الذي عرف تأسيس اتحاد كتاب المغرب.
يكاد يجمع كل من كانوا شاهدين على ظروف تأسيس اتحاد كتاب المغرب على أنه رأى النور في عام 1960.
لكن هناك من يقول إن الاتحاد تأسس في عام 1958.
هذه رواية الصباغ رحمة الله عليه.
هل تقصد محمد الصباغ؟
نعم، الكاتب الشمالي، إذ ظل يشدد على أنه كان هو صاحب الفكرة، وذكر أنه التقى مع محمد عزيز الحبابي في مدينة تطوان، عام 1958، وعرض عليه هناك خلق هيئة لجمع شتات المثقفين، وعقدا اجتماعين، قبل أن يعقدا اجتماعا ثالثا، رفقة جمع من المثقفين، في مقر كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط. وأذكر، هنا، أن الحبابي نفسه لم ينكر أبدا لقاءه بالصباغ ومفاتحته في تأسيس اتحاد يضم المبدعين المغاربة.غير أنه يمكن القول إن التاريخ الرسمي للتأسيس هو عام 1960.
بمعنى أن الحبابي هو المؤسس الرسمي؟
نعم، الحبابي هو كذلك. وإذا كان من الواجب الإشارة إلى أول من دعا إلى تجميع الكتاب والأدباء في هيئة ما، فيمكن القول إن جريدة “رسالة الأديب”، وهي جريدة كانت تصدر حينئذ، كانت أول من دعا إلى إنشاء “رابطة أدباء المغرب”. ربما، كان الصباغ قد تفاعل مع دعوة “رسالة الأديب”، كما أنه لم يكن يخفي إعجابه بـ”الرابطة القلمية”، التي كانت تنشط في نيويورك والبرازيل، وكانت تضم كتابا عربا، خاصة من لبنان وسوريا. هكذا، يمكن أن يكون الصباغ قد طرح الفكرة، لكن الحبابي هو من عمل على بلورتها على أرض الواقع، وهو العائد للتو من باريس بشهادة دكتوراه في الفلسفة، وكان حينها ينتمي إلى حزب الشورى والاستقلال.
حاوره عمر جاري
تتمة الملف تجدونها في العدد 36 من مجلتكم «زمان»