هو واحد من علماء الاجتماع بالمغرب، قليل الظهور، لكن إنتاجاته وأبحاثه العلمية حول الشباب والقيم والدين والخصوبة والثقافة والحجاب، ذات أهمية استزادت منها أجيال من الباحثين الذين ما يزالون بدورهم يذكرون فضله ويسيرون على دربه. إدريس بنسعيد تتلمذ وعايش عن قرب الجابري ومحمد جسوس والمرنيسي وآخرين، وعاش فترات عصيبة بالمغرب كانت فيها السلطات المغربية تتخوف من البحث العلمي وتضيق عليه. في هذا الحوار، يكشف الأستاذ إدريس بنسعيد (70 عاما) لمجلة “زمان” جوانب من مسيرته الشخصية والأكاديمية، بدءا من انخراطه في العمل الطلابي اليساري داخل أسوار الجامعة، وصولا إلى انكبابه على العمل البحثي وتأثير السلطة السياسية عليه. وفي ثنايا الحوار، يحلل هذا السوسيولوجي، بشكل عميق، بنية المجتمع المغربي وعلاقته بالدولة والسلطة، في ظل وجود عاملي الدين والسياسة. بالإضافة لمواضيع أخرى راهنة وذات أهمية.
في البداية، حدثنا عن ولادتك ونشأتك ودراستك.
ولدت سنة 1949 بمدينة مكناس، داخل أسرة محافظة. والدي من خريجي القرويين وكان يشتغل في جهاز القضاء، قبل أن يصبح أستاذا في المعهد الديني بمكناس بعد استقلال المغرب. في تلك السنوات، وككل جيلي، عشنا طفولة غير عادية، فقد كانت سنوات نفي محمد الخامس وانطلاق عملية المقاومة وصولا إلى استقلال المغرب، وهو ما أصابنا بوعي مبكر. وجدت نفسي ما أزال استحضر أحداث الاختطافات والاستعمار وعمري آنذاك أربع سنوات. دخلت المدرسة في سنة الاستقلال وكانت سنوات الدراسة حافلة بالأحداث السياسية، كأحداث سنة 1963 والمظاهرات التلاميذية. شاركت في الاحتجاجات كباقي التلاميذ، بدون وعي بالسياسة وأحوالها. وفي فترة الباكلوريا سنة 1967 تزامنت دراستي مع النكسة العربية.
وأين درست في المرحلة الجامعية؟
في الدراسة الجامعية انتقلت إلى مدينة الرباط لدراسة شعبة الفلسفة سنة 1967، حيث كان قسم مخصص لدراسة الفلسفة باللغة العربية والآخر بالفرنسية، وأنا اخترت القسم العربي. وأتذكر أن أستاذنا علي أومليل دخل علينا أول مرة وقال لنا مستغربا: «هل كلكم ترغبون في دراسة الفلسفة»، وذلك لأن الفوج الذي سبقنا كان لا يتجاوز أربعة طلبة تقريبا.
حاوره غسان الكشوري
تتمة الحوار تجدونها في العدد 71/70 من مجلتكم «زمان»، غشت-شتنبر 2019