ينتقل العرش في المغرب إلى ملك جديد إثر بيعة يوقعها العلماء والأشراف والأعيان ورؤساء القبائل وكبار رجال المخزن، وتمثل البيعة الطريقة الشرعية الوحيدة لانتقال العرش. لم تخرج بيعة محمد بن عرفة في غشت 1953 عن القاعدة. وجرى احترام جميع التقاليد المرعية في مثل هذه الحالات، إذ بويع ابن عرفة مبايعة شرعية من الناحية الشكلية. فقد تم استقدامه أولا من فاس إلى مراكش، حيث بويع سلطانا يوم 15 غشت 1953. وهي البيعة التي وقعها أغلب العلماء وموظفو المخزن. بعدها تلقى ابن عرفة بيعة مدن أخرى، كالرباط وفاس. قليلون هم العلماء الذي أعلنوا رفضهم بيعة العاهل الجديد، وعلى رأسهم شيخ الإسلام محمد بن العربي العلوي الذي لم يتوقف عند هذا الحد، بل أفتى بحرمة الخروج على السلطان محمد بن يوسف رافضا التوقيع على بيعة بن عرفة ومفتيا بقتله. ويحكي أنه عندما طلب منه التوقيع، نزع عمامته من فوق رأسه قائلا: «هل بعد أن شاب شعري أقوم بتوقيع ما أعتبره غير الحق، وأخون ملكي وبلدي؟ لن أوقع حتى ولو قطعتم يدي». إثرها، قررت فرنسا نفيه إلى تيزنيت.
أي نتيجة
View All Result