بتوقيعه معاهد الحماية في مارس 1912 أصبح المغرب، رسميا، قابلا بالاحتلال الأجنبي من طرف القوات الفرنسية، والقوات الاسبانية بموجب الاتفاق الذي وقع لاحقا بين الدولتين بخصوص المناطق الشمالية. لم تكن تلك السنة المفصلية في تاريخ المغرب بداية الاحتلال ولا كانت نهايته. رغم توقيع معاهدة الحماية استمر “الجهاد”، بل وانطلقت حركات جهادية كثيرة في أطراف البلاد، خاضت حربا ضروسا مع الجيشين الفرنسي والاسباني لم تنته إلا سنة 1936، حينما أخضعت البلاد تماما للاحتلال. كما أن الذي وقع سنة 1912 لم يكن سوى تتويج لمسار من الضغوط الدبلوماسية والمالية، والاحتلال العسكري التدريجي لتخوم البلاد، ومدنه الساحلية. ابتداء من سنة 1900 بدأ الجيش الفرنسي، في الجزائر، في احتلال أجزاء من المغرب الشرقي، فواجهته المقاومة المحلية، وخاض معارك متعددة ضد مجاهدي المنطقة إلى أن تمكن من السيطرة عليها. كذلك الشأن بالنسبة لمدينتي وجدة والدارالبيضاء اللتين تم احتلالهما منذ 1907 بعد قصف عنيف من الجيش الفرنسي، لتشكل الدارالبيضاء بعد ذلك ممرا من ممرات الغزو الفرنسي نحو عمق البلاد.
أي نتيجة
View All Result