كان الغسال ضمن السفارة التي وجهها السلطان مولاي عبد العزيز إلى أنجلترا، برئاسة عبد الرحمان بن عبد الصادق. ورغم أن نص رحلته جاء مليئا بالأخطاء النحوية واللغوية، لكنه من الأهمية بما كان لتفسير علاقة المغربي بالآخر في بداية القرن العشرين.
دشن مطلع القرن العشرين لبداية أفول سيادة المغرب واستقلاله، بعد أن بدأت معالم مستقبله ومصيره تُحسم بين الدول الأجنبية. ومع تولي السلطان المولى عبد العزيز الحكم فعليا بعد وفاة أبا حماد سنة 1900، دشن هذا العهد باستشارات واسعة لتدارك الموقف وإصلاح ما يمكن إصلاحه، وانفتح في هذا الشأن على القوى الأجنبية المؤثرة في مصير المغرب لطلب رأيها في الموضوع، فوجه سفارتين في صيف سنة 1901، الأولى برئاسة وزير الحربية المهدي المنبهي إلى إنجلترا وألمانيا، والثانية قادها إلى فرنسا وروسيا وزير الخارجية عبد الكريم بن سليمان. وفي هذا الاختيار أكثر من دلالة، تتجاوز المعنى المباشر في أخذ رأي الأقوياء في إجراء تدابير داخلية، إلى إحالة معبرة عن اختيار الأشخاص ووجهتهم. فالمخزن العزيزي كان منقسما إلى «حزبين» فرنسي بزعامة بن سليمان وإنجليزي بقيادة المنبهي. وأي تحرك في اتجاه باريس أو لندن كان يُفهم ويؤطر ضمن سباق محموم لكسب نفوذ أكثر في المغرب.
الطيب بياض
تتمة المقال تجدونها في العدد 21 من مجلتكم «زمان»