يعتبر جيراننا، في الشرق، أن “الحگرة” مفهوم جزائري خاص. وهو مفهوم يرتبط ارتباطا وثيقا بتاريخ ومسار الجزائر، موروث عن الاستعمار ورسخه النظام السياسي بعد الاستقلال.
«لا جنسية للحگرة إلا واحدة: جزائرية. لا لون لها إلا لون من لا صوت لهم. لا شعار لها إلا شعار المهمشين الذين لا تجمعهم أية شبكة»، على حد تعبير مولود حمروش، الوزير الأول الجزائري الأسبق الذي قاد حكومة “إصلاحية” ما بين شتنبر 1989 ويونيو 1991، ومنذئذ، اصبح أغلب الجزائريين يتقاسمون استنتاج حمروش، معتبرين أن الحگرة مفهوم جزائري خالص، خاصة أنه لا يوجد له مثيل في اللغات الأخرى.
“حگرونا”
يبدو أن أول استعمال للمفهوم عند جيراننا في الشرق يعود إلى عام 1963، غداة حرب الرمال، عندما دخل الجيش المغربي الأراضي الجزائرية. فقد علق أحمد بنبلة، أول رئيس للجمهورية الجزائري، على ذلك بالقول: “حگرونا”، في إشارة إلى مطاردة القوات المسلحة الملكية للجيش الجزائري حتى داخل ترابه. ومنذ ذلك الحين، دخل لفظ الحگرة إلى القاموس اليومي والذاكرة الجماعية للجزائريين. غير أن الإحساس بـ”الحگرة”، الذي يجمع بين كل من الاحتقار والظلم والعجز والشطط في استعمال السلطة، ونظام “الحگرة” السياسي والاجتماعي والطبقي، يسبقان بكثير تصريح أحمد بنبلة، بل يعودان، بدون شك، إلى الفتح الإسلامي أولا، ثم الغزو العثماني ثانيا، والاستعمار الفرنسي أخيرا. فقد عملت السلطات الاستعمارية، مثلا، على تكريس الظلم من خلال التأسيس لنظام تعليمي يمنح «تفوقا واضحا للعنصر الأبيض»، إذ عملت على إنشاء مدارس خاصة للبيض وأخرى للأهالي، مدارس خاصة بالمحظوظين وأخرى للمُسْتَغَلين. يقول مراد بن أشنهو، المؤرخ والفاعل السياسي الجزائري، إن الاستعمار تبنى المثل الفرنسي القائل “فرق تسد” حتى يضرب مكونات البلاد المختلفة (أمازيغ، عرب، يهود، آيت مزاب) ببعضها البعض، ولم يؤد ذلك إلا إلى ترسيخ مفهومي “الحگار” و”المحگور”.
نينا كوزلوفسكي
تتمة المقال تجدونها في العدد 38 من مجلتكم «زمان»