أثار موقع السعيدية المتميز الفرنسيين قبل فرض الحماية على المغرب، وخططوا لجعله قاعدة خلفية على الحدود مع الجزائر التي كانت خاضعة للاحتلال.
بعد الانتهاء من تشييد قصبة السعيدية سنة 1883، نعتتها الوثائق المغربية باسم قصبة عجرود. وقد كان هذا الاسم متطابقا مع ما ورد في الوثائق الفرنسية، غير أنه بعد التأسيس أضحى اسم السعيدة ملازما للقصبة، وكثر تداوله خاصة في المراسلات المغربية. وإذا تتبعنا الأسماء التي عُرفت بها القصبة في المراسلات المغربية، منذ تاريخ تأسيسها إلى احتلالها سنة 1907، نجدها كالآتي: قصبة عجرود وسْعيدَة عجرود والقصبة السعيدة والسعيدة ثم سْعِيدَ، وهذه الأسماء هي الأكثر تداولا في الوثائق المغربية سواء على المستوى المركزي أو المحلي. وقد دأبت وثائق وزارة الحربية الفرنسية منذ تأسيس قصبة السعيدية على نعتها باسم برج عجرود، نسبة إلى الواد الذي أقيمت عليه، وهذا الاسم نفسه كان يعرف به موقع عسكري فرنسي شيد على مرتفع يشرف على الضفة اليمنى لواد كيس منذ سنة 1882، وهو برج عجرود الشرقي.
في البداية كانت عجرود
كانت تسمية برج عجرود في بداية الأمر هي الأكثر تداولا في الوثائق الفرنسية للدلالة على القصبة، وفي حالات نادرة نجد هذه الوثائق تكتب بالحروف اللاتينية اسم “القصبة السعيدة” بنفس الصيغة المتداولة في الوثائق المغربية (Casabah de Saida)، وهكذا بدأ شيئا فشيئا يستعمل اسم قصبة السعيدية إلى جانب قصبة عجرود، وخاصة مع مطلع القرن العشرين، غير أن بعض المعاصرين من الأجانب استمروا في نعتهم للقصبة بالاسم المشهور عند المغاربة آنذاك وهو القصبة السعيدة أو السْعيدَة. ورد اسم عجرود في بعض المصادر الجغرافية التي ترجع للمرحلة الوسيطية.
عبد المالك ناصري
تتمة المقال تجدونها في العدد 58-59 من مجلتكم «زمان»