سارعت الحركة الوطنية، في عهد الحماية الفرنسية، إلى تبني السلفية الكلاسيكية اعتبارا لقدرتها على التجييش العاطفي وإذكاء روح المقاومة بدافع الحمية الدينية.
كتب علال الفاسي في «الحركات الاستقلالية في المغرب العربي»: «من الحق أن نؤكد بأن امتزاج الدعوة السلفية بالدعوة الوطنية كان ذا فائدة مزدوجة في المغرب الأقصى على السلفية وعلى الوطنية معا. ومن الحق أن نؤكد أن الأسلوب الذي اتبع في المغرب أدى إلى نجاح السلفية لدرجة لم تحصل عليها حتى في بلاد محمد عبده وجمال الدين».
لا نجد هذا الحرص على الربط بين السلفية والوطنية عند الزعيم التاريخي لحزب الاستقلال فحسب، بل نحن نجد تأكيدا لهذا الرأي عند محمد بن الحسن الوزاني بدوره في مواطن عدة من مذكراته. ومغزى الصلة العميقة عند الحركة الوطنية المغربية ممثلة في كتابات أبرز زعمائها، بين «السلفية» من جانب، و«الوطنية» من جانب آخر يأتي في واقع الأمر من المهمة العظمى التي كان شباب الحركة الوطنية المغربية يرون أن على هذه الحركة القيام بها، مهمة يصح نعتها بمهمة التحرير المزدوج: تحرير البلاد من الاستعمار، والعمل على استرجاع الحرية والاستقلال وتحرير العقل المغربي من الأسباب التي ساهمت في حلول الاستعمار في البلد.
سعيد بنسعيد العلوي
تتمة المقال تجدونها في العدد 8 من مجلتكم «زمان»