طفت على سطح الأحداث في العقد الأخير بالمغرب ما يسمى بظاهرة السلفية الجهادية، والتي أثيرت حولها، وما زالت تثار، العديد من التساؤلات والافتراضات.
شغلت السلفية الجهادية بال الساسة والباحثين والإعلاميين، خاصة عقب الأحداث الدامية التي هزت الدارالبيضاء في منتصف ماي 2003. وطبيعي أن هذه الظاهرة الدينية الجديدة لم تنشأ من فراغ، بل هي حصيلة سلسلة من التراكمات الناتجة عن أشكال معينة من تمثل الدين، والتي عرفت تطورا ونموا سريعا.
انبثاق التيار السلفي
يعزى انتشار السلفية في العالم العربي والإسلامي إلى مجموعة من رجال الدين الذين زاروا مكة للحج فتعرفوا على عقائد السلفية الوهابية والتقوا معها في مسألة محاربة البدع والأفكار الصوفية التي كانت منتشرة، ومن ثمة شكلوا النواة الأولى للدعوة السلفية في بلدانهم. ينضاف إلى هؤلاء مجموعة كبيرة من طلبة الجامعات الدينية الذين استهوتهم الأفكار السلفية، والذين كانوا بمثابة رسل الدعوة السلفية وسفرائها داخل بلدانهم.
في المغرب، تعود بداية نشوء التيار السلفي إلى السبعينات على يد الدكتور تقي الدين الهلالي، الذي كان يشتغل أستاذا بالجامعة الإسلامية بالمدينة في العربية السعودية منذ 1968 حيث تأثر بالسلفية الوهابية. وعند عودته إلى المغرب عام 1974، شرع الهلالي في نشر الدعوة السلفية بالمساجد، وكان يقوم بجولات دعوية كثيرة في أنحاء المملكة. وقد عرفت دعوته إقبالا كبيرا، خصوصا من قبل أتباع وأنصار الحركة الإسلامية المتمثلة آنذاك في حركة الشبيبة الإسلامية التي حلتها السلطات وطاردت قياداتها منذ عام 1975.
عبد الله الرامي
تتمة المقال تجدونها في العدد 8 من مجلتكم «زمان»