حفر سعيد عويطة اسمه في تاريخ المغرب الراهن ببلوغه مستويات رفيعة في ميادين ألعاب القوى، التي سيطر على مسافاتها المتوسطة والطويلة طيلة عقد الثمانينات من القرن الماضي. كما ارتبط اسمه بالثورة التي حدثت في تاريخ هذه الرياضة، على المستوى العالمي، إذ حطم سيطرة العدائين الأنكلوساكسونيين على هذه السباقات، وفتح الباب أمام عصر التفوق الإفريقي. فضلا عن كونه أحدث ثورة أخرى في هذه الرياضة ببروزه كأول بطل عالمي يستطيع الفوز بمسافات مختلفة، في نفس الوقت، من هذه السباقات. في ما يلي جوانب من ذاكرة سعيد عويطة، في حلبات السباق، كما في دواليب التسيير والسياسة الرياضية بالمغرب، وتحليله لأسباب تراجع ألعاب القوى المغربية، وسبيل النهوض بها.
كيف بدأت علاقتك بألعاب القوى؟
أستطيع القول إن البداية كانت بالصدفة. في سن الثانية عشر التحقت بأكاديمية المغرب الفاسي لكرة القدم، ولم أكن أعرف شيئا عن ألعاب القوى ولا حتى سمعت عنها. كنت أشغل مركز وسط الميدان الدفاعي، وانصب كل تركيزي على كرة القدم، خاصة وأن فريق المغرب الفاسي في السبعينات كان يضم لاعبين عمالقة أمثال الهزاز والزهراوي والكزاز… وغيرهم كثر، فكنا نحن صغار النادي مرشحين لخلافة أولئك العمالقة. أفتح هنا قوسا لأوضح أن المسؤولين عن أكاديمية نادي المغرب الفاسي آنئذ كانوا ينتقون الأطفال للالتحاق بالأكاديمية بناء على تفوقهم في الدراسة، كان ذلك نظاما رائعا جدا. من جهتي، كنت أطمح لاستكمال دراستي، خاصة وأنني كنت متفوقا في المواد العلمية، ولم أكن يخطر ببالي أنني سأحترف ألعاب القوى! بالنسبة لي، الرياضة كانت هي كرة القدم ولا شيء غيرها، إلى أن وقعت الصدفة التي حملتني لمضمار السباق أول مرة.
كيف حصلت هذه الصدفة؟
كانت الألعاب المدرسية محطة هاما في الحياة الرياضية آنذاك، خصوصا في فاس، وللإشارة فإن الكثير من الأبطال الأولمبيين مروا من هذه المحطة. كما تجب الإشارة، هنا، إلى الدور الكبير الذي لعبه أساتذة التربية البدنية في المدارس في بناء رياضة ألعاب القوى بالمغرب، فإليهم يعود الفضل الكبير في هذا المجال، كما اكتشفت لاحقا. كان لي صديق يمارس ألعاب القوى، على موعد مع سباق في البطولة الجهوية مؤهل للبطولة الوطنية للألعاب المدرسية، فجئت لأشجعه.
حاوره إسماعيل بلاوعلي
تتمة الملف تجدونها في العدد 45 من مجلتكم «زمان»