لا يذكر المغاربة، عموما، والطنجيون، خصوصا، من مسارح المدينة إلا سربانطيس، غير أن وثائق تثبت أن طنجة عرفت المسرح مع وصول الإنكليز الأوائل إلى المدينة في القرن الـ17 الميلادي.
درج المؤرخون للمسرح على القول إن المسرح دخل المغرب مع الاستعمار في النصف الثاني من القرن التاسع عشر. أما الأستاذ أحمد مدينة فقد كتب في مجلة «الأنيس» التطوانية: «أن الكاتب الإسباني خيل بن أمية ذكر، في كتابه «المغرب الأندلسي»، أن بعض الموريسكيين الذين نزحوا إلى تطوان في بداية القرن الـ17 الميلادي مثلوا في إحدى ساحاتها روايةً للكاتب لوبي دي فيكا، وإذا كان خيل بن أمية لم يذكر المصدر الذي يؤيد مقالته، فإنه يفهم صراحة من ظاهر كلامه أن الرواية المذكورة مثلت أو شخصت على الساحة، أي في فضاء مفتوح، وليس على المسرح. والذي أصبح مؤكدا لدى المؤرخين هو أن أهل طنجة وضواحيها عرفوا المسرح كتمثيل للقصص والروايات داخل بناية وعلى الركح أيام الاحتلال الإنكليزي لمدينة طنجة 1661-1684.
ولا يذكر الطنجيون، اليوم، من مسارح طنجة في غابر أيامها إلا مسرح سربانطيس الذي لا تزال بنايته قائمة إلى حد الآن، وقد شيد عام 1913. لكن في الواقع أن هذا المسرح ليس إلا حلقة من سلسلة مسارح ظهرت في المدينة منذ زمن بعيد، فما بين المسرح الإنكليزي المشيد بطنجة في النصف الثاني من القرن 17 إلى مسرح سربانطيس، يمكن الحديث عن سبعة مسارح.
رشيد العفاقي
تتمة المقال تجدونها في العدد 12 من مجلتكم «زمان»