يطمح المغرب إلى العودة لمنظمة الوحدة الإفريقية بعد 32 سنة من الغياب بسبب البوليزاريو، والذي قد يشكل وجوده في المنظمة عقبة في طريق العودة.
يعتزم المغرب استعادة موقعه عضوا في منظمة الوحدة الإفريقية، بعد 32 سنة على انسحابه منها. هذا ما أعلنه خطاب ملكي موجة للمجتمعين في القمة السابعة والعشرين لهذه المنظمة، المنعقدة في العاصمة الرواندية كيغالي، منتصف يوليوز الماضي. خطاب مشحون بالخلفية التاريخية الحافلة لعلاقات المغرب الإفريقية، ذكر بمساهمة الملك الراحل محمد الخامس في تأسيس النواة الأولى للوحدة الإفريقية منذ مؤتمر الدارالبيضاء سنة 1961، قبل أن تندلع الأزمة التي عجلت برحيل المغرب من هذه المنظمة سنة 1984، لاعترافها بالجمهورية المعلنة من طرف جبهة البوليزاريو. «إن المغرب، رغم انسحابه من منظمة الوحدة الإفريقية، فإنه لم يغادر أبدا إفريقيا، وإنما انسحب، سنة 1984، في ظروف خاصة، من إطار مؤسساتي قاري. فالعلاقة الوشيجة التي تربطه بإفريقيا تفسر الشعور المشروع، بأنه من المؤلم أن يتقبل الشعب المغربي الاعتراف بدولة وهمية. كما أنه من الصعب أيضا القبول بمقارنة المملكة المغربية، كأمة عريقة في التاريخ، بكيان يفتقد لأبسط مقومات السيادة، ولا يتوفر على أي تمثيلية أو وجود حقيقي»، كما جاء في الخطاب الملكي.
وتساءل كيف يمكن أن يظل الاتحاد الإفريقي «مصرا على مخالفة المواقف الوطنية للدول الأعضاء، حيث لا تعترف 34 دولة على الأقل، أو لم تعد تعترف بهذا الكيان».
يبدو أن هذه العقبة ستظل في طريق عودة المغرب إلى هذه المنظمة، فقد سارعت الجزائر، على لسان أكثر من متحدث رسمي، إلى تأكيد تشبثها برفض إبعاد الجمهورية المعلنة من طرف البوليزاريو، من عضوية المنظمة.
فهل يملك المغرب حظوظا لاستعادة مقعده والحالة هاته؟ «بكل تأكيد، يستطيع المغرب التقدم بطلب رسمي للانضمام إلى المنظمة وستتم الموافقة عليه، وفقا لقوانينها»، يجيب خالد الشكراوي، الأستاذ بمعهد الدراسات الإفريقية. أما احتمال إبعاد البوليزاريو من هذه المنظمة، أو تعليق عضويتها، مقابل عودة المغرب فيبدو أقل احتمالا. «المؤتمر سيد نفسه، إذ يمكنه أن يغير القوانين الداخلية للمنظمة أثناء انعقاده، بما يتيح تعليق عضوية هذا الطرف أو ذاك. لكن الأهم، أن عودة المغرب هي التي ستشكل ثقلا على البوليزاريو وليس العكس، لأن لا أحد يستطيع الدفاع عن مصالحنا أفضل منا. إذا عاد المغرب لموقعه فسيملك وسائل أكبر للتأثير في قرارات وتوجهات المنظمة»، يستطرد الشكراوي.
وكان ناصر بوريطة كاتب الدولة في الشؤون الخارجية قد صرح أن أكثر من 30 دولة إفريقية، تؤيد عودة المغرب وتطالب بإبعاد البوليزاريو.