جمعت زينب بين الحزم والطموح، ورجاحة العقل ومتانة الرأي، مما جعلها تحسن إدارة الأمور. ولا غرو أن زينب استثمرت سعة اطلاعها، وما تتميز به من ذكاء لتحولهما إلى خدمة مصالحها على المستوى السياسي.
بعد ثلاث زيجات من رؤساء القوم، ارتبطت زينب النفزاوية في زواجها الرابع بيوسف بن تاشفين في شعبان 463هـ/ مايو 1071م. فشجعت زوجها على الفتوحات، وساعدته برأيها في وضع سياستها، ووضعت ثروتها المعتبرة بين يديه. فأعاد تنظيم الجيش، ووسع الفتوحات المرابطية، فكانت بذلك مسانده المادي والمعنوي، وحققت غايته بأن يصبح حاكما لكل المغرب، وغايتها بأن تصبح زوجة للذي يحكم المغرب. أصبحت زينب ذات نفوذ في المجال الذي أضحى يسيطر عليه زوجها. فتجاوزت بذلك الاهتمام بالحياة الاجتماعية إلى أمور السلطة وما يرتبط بها. ويكون دورها السياسي الحقيقي بدأ بزواجها من يوسف.
محمد ياسر الهلالي
تتمة الملف تجدونها في العدد 39 من مجلتكم «زمان»