في يناير ،1943 اجتمع كبار قادة الحلفاء في الدار البيضاء لتقرير مستقبل العالم. بمناسبة الذكرى الثامنة والسبعين لمؤتمر أنفا، ”زمان” تستحضر الذكرى مع حفيد أحد أكثر الرؤساء نفوذا في التاريخ الأمريكي: فرانكلين ديلانو روزفلت.
يقال إن الرئيس روزفلت والسلطان محمد بن يوسف ارتبطا بعلاقات صداقة متينة .هل لديك أي معلومات عن ذلك؟
نعم، أؤكد أن الرئيس روزفلت والسلطان أقاما أكثر من مجرد علاقة عمل. كما تعلم، فضل الرئيس دائما أن يسمو بالجانب الإنساني مع قادة الدول الصديقة. كانت طريقته في ممارسة السياسة. كان ملتزما ومخلصا وكاملا .كدليل على ذلك، عندما جاء إلى الدار البيضاء لحضور المؤتمر، كان برفقته جزء من عائلته: مع ولديه، عماي إليوت وجون. كلاهما كانا جنديين أمريكيين قاتلا في بيرل هاربور، وشاركا في معركة الدار البيضاء أثناء عملية الشعلة. لكن جدتي إليانور روزفلت لم تستطع أن تشارك في الرحلة إلى الدار البيضاء لأنه في هذا الوقت من الحرب كان عبور المحيط الأطلسي ما يزال خطيرا للغاية .لكن في النهاية، أراد الرئيس أن يجعل هذه الزيارة إلى السلطان حدثا عائليا حميميا.
استعدادا لمؤتمر أنفا، قيل إن الرئيس روزفلت وعد السلطان محمد بن يوسف بدعمه بكل ثقله لصالح استقلال المغرب. ماذا كان مضمون هذا الالتزام؟
على حد علمي، وما فهمته فيما بعد، كان الموقف الشخصي للرئيس داعما لتطلعات استقلال المغرب. لكن في ذهن الرئيس، لم تكن هذه المسألة مطروحة على جدول الأعمال، بل قدر أن تبدأ المفاوضات بعد نهاية الحرب. لم يكن دعمه للسلطان موقفا رسميا للولايات المتحدة في ذلك الوقت .كان الرئيس يعبر عن تضامنه من وجهة نظر شخصية، لذلك من الصعب التحدث عن وعد قطعته دولة لأخرى. العقبة الأخرى، أيضا، تتمثل في الشخصية القوية للجنرال ديغول، الذي كان يرفض التعليق على القرارات المتعلقة بشؤون بلاده، أو أن تملي عليه قوى أخرى ماذا يجب أن يقرر .من وجهة نظره، كان المغرب يعتبر إقليما فرنسيا لا يخص إلا بلده. تسبب هذا الوضع في حدوث توتر، وقد كان الرئيس الأمريكي ورئيس الوزراء تشرشل يعبران في بعض الأحيان علانية عن موقفهما. لقد قرأت رسائل بين اثنين من قائدي الدولتين الأنجلو-ساكسونيتين، سخرا فيها من عناد الجنرال ديغول. خلال مأدبة عشاء بين السلطان والرئيس في الدار البيضاء، قال روزفلت لنظيره الفرنسي إنه شجعه على فعل كل شيء لمنع البلدان الأخرى من استغلال موارد المغرب الخاصة. هذه إشارة قوية لروح الرئيس المناهضة للاستعمار.
كان المغرب أول بلد يعترف باستقلال الولايات المتحدة. هل منحه ذلك مكانة مميزة مع الرئيس روزفلت والأمريكيين بشكل عام؟
أعلم أن جدي كان مدركا تماما لهذه الحقيقة. كان شعوره الشخصي بمثابة امتنان عميق للمغرب لما اعتبره دليلا على التزامه الراسخ. اليوم، لست مقتنعا بأن المجتمع الأمريكي كله يتذكر الوضع الخاص الذي يوحد بلدينا. لكني آمل أنه من خلال مضاعفة المبادرات المتبادلة، مثل زيارتي للاحتفال بالذكرى السبعين لمؤتمر أنفا، يمكن أن يتغير الوضع تدريجيا.
حاوره سامي لقمهري