بدأ حميد الزاهير رحلته الفنية كـ”ضابط إيقاع” مع فرقة موسيقية كانت تنشط في ساحة جامع الفناء، قبل أن يشق طريقه بأغان ما يزال يرددها عدد ممن جايلوه.
يُحكى أن ساحة جامع الفناء كانت جزءا من مسجد ضخم انهار في زمن ما، وتحولت بعد ظرف زمني إلى ساحة مليئة بالمطاعم الصغيرة البسيطة لعامة الناس. وأن كثبان الأتربة كانت تملأ المكان قبل أن يتم تنظيفها، وجعلها ساحة بدون بناءات. وفجأة مع تأسيس حي البغاء “عرصة موسى” من طرف الفرنسيين وبعض “الأعيان” في حوالي 1920، بدأت الساحة تتشكل من جديد وتمتلئ بالحلقات. فبعد حلقات “الفقهاء” و”الوعاظ”، ظهرت حلقات الحكواتي و”العيساوي” أو مروضي الأفاعي. ثم بدأت فرق الأغاني، يصاحبها أحيانا “مطرب” أو حتى “مطربة”، تجد لها مكانا في الساحة، وبدأت المقاهي، التي أنشئت حول الساحة، تستقطب الناس.
“ضابط إيقاع” أولا
كان ضمن الذين عملوا في الحلقات الغنائية، في أواخر الأربعينيات وبداية الخمسينات من القرن الماضي، شاب نحيف يعمل في الأصل “ضابط إيقاع” في الحلقة الغنائية، إذ كان ضاربا أو عازفا على “الدربوكة” لأن أغاني الأربعينات، كانت تفرض أن يتقن العواد غناء الفنان المصري محمد عبد الوهاب وأمثاله.
عبد الله العلوي
تتمة الملف تجدونها في العدد 69 من مجلتكم «زمان»، يوليوز 2019