«الصديقي» ولم تكتمل سيرة موغادور
أغمض الطيب الصديقي عينيه إلى الأبد، يوم 5 فبراير 2016، عن عمر ناهز 79 سنة. يعتبر الراحل من رواد المسرح المغربي، ومن أوائل مؤسسيه غداة استقلال المغرب، إذ ساهم، وكان قد تجاوز بالكاد 20 سنة، إلى جانب كل من المهدي بنبركة والمحجوب بن الصديق في تأسيس المسرح العمالي، ومنذئذ كرس كل وقته لأب الفنون، مع ميول إلى ممارسة الرسم والتشكيل. كان أمل الصديقي، في السنوات الأخيرة من حياته، أن يمتلك مسرحا خاصا. وبالفعل، اقتنى بقعة أرضية في مدينة الدارالبيضاء، وشرع في البناء، قبل أن تواجهه إكراهات مادية حالت دون أن يكمل مشروع “مسرح موغادور”، كما كان يريد أن يسميه تيمنا بمسقط رأسه (الصويرة).
«ليلى علوي» تضع الكاميرا جانبا
كانت ليلى علوي، المصورة الفرنسية من أصول مغربية، في مهمة لالتقاط صور فوتوغرافية في بوركينافاسو لصالح منظمة العفوالدولية، قبل أن تسقط ضحية هجوم إرهابي في واغادوغو.
وأصيبت ليلى علوي برصاصتين، واحدة على مستوى الذراع وأخرى في الساق، حين كانت في مطعم فندق يرتاده غربيون، وتم نقلها إلى إحدى العيادات، غير أن القدر لم يهملها طويلا.
ولدت علوي، يوم 10 يوليوز 1982، بباريس، وحصلت على شهادة التصوير الفوتوغرافي في إحدى جامعات نيويورك. ونسب إليها قولها إنها «تعمل على الهوية الثقافية والهجرات من خلال خلق تركيبات الفيديو والتقارير والصور».
«المايسترو» رقص رقصته الأخيرة
عرفت سنة 2016، أيضا، رحيل أكبر الفنانين المعمرين المغاربة. يتعلق الأمر بـ”المايسترو” موحى الحسين أشيبان، الذي أجمع الكثير على أنه تجاوز مائة سنة، فيما ذهب البعض إلى أنه بلغ من العمر 113 سنة. ونال أشيبان في المغرب شهرة كبيرة على مر عقود، بل إن شهرته وصلت صداها إلى الخارج، في أوربا كما في أمريكا، حيث أطلق عليه رونالد ريغان الرئيس الأمريكي الأسبق لقب “المايسترو”، حين شاهده في حفل احتضنته إحدى منصات والت ديزني في أمريكا. ظل “المايسترو” محافظا على رشاقته حتى الأيام الأخيرة التي سبقت وفاته، ونقل عن ابنه قوله: «إنه لم يكن يعاني من أي شيء، ولفظ أنفاسه وسط ذويه».
«ملاك» التي أزعجت البصري تترجل
لم تكن الإعلامية مليكة ملاك، التي كانت في الصفوف الأمامية للدفاع عن حقوق المرأة، أن تكون نهايتها بسبب خطأ طبي، حين أجرت إحدى العمليات الجراحية البسيطة. وتوفيت ملاك، الاثنين 7 مارس 2016 بالرباط، عن عمر ناهز 61 سنة. اشتهرت ملاك بتنشيطها للبرنامج الحواري “وجه وحدث” في بداية إطلاق القناة الثانية “دوزيم”، وهو البرنامج الذي أزعجت إحدى حلقاته إدريس البصري الوزير القوي آنذاك، والذي لوح بمقاضاتها قبل أن يتراجع، مكتفيا بإصدار أوامره لوقف البرنامج، ومن خلاله فرض عطالة إجبارية على ملاك، قبل أن يتدخل عبد الرحمان اليوسفي غداة تعيينه وزيرا أول لإعادة ملاك إلى “دوزيم” ببرنامج جديد.
«الزين» لم يكمل لوحته
أفاد أحد الأصدقاء المقربين من عبداللطيف الزين أن الفنان التشكيلي “رحل بهدوء دون أن تظهر عليه أية علامات المرض، بل كان بصدد الاشتغال على إحدى لوحاته”. وتوفي الزين، يوم 20 دجنبر 2016، ببيته في مدينة المحمدية عن عمر ناهز 76 سنة. تعلم الزين، المولود سنة 1940 بمراكش، الرسم في طفولته على يد أحد الفرنسيين الذين كانوا يجاورون بيت عائلته، قبل أن يقرر، ضد رغبة والده متابعة دراسته بالمدرسة العليا للفنون الجميلة بالدارالبيضاء، ثم المدرسة الوطنية العليا للفنون الجميلة بباريس. يعتبر الزين، إلى جانب فريد بلكاهية ومولود لبيض والشعيبية طلال وفاطمة حسن الفروج وآخرين، من الرواد الأوائل للمدرسة التشكيلية المغربية.
كبار التنويريين في الإسلام يطفئون مصابيحهم
عرفت سنة 2016 رحيل ثلاثة من كبار المفكرين التنويريين في الإسلام.يتعلق الأمر بكل من الجزائري مالك شبل والسوريين صادق جلال العظم وجورج طرابيشي. الأول توفي يوم 12 نونبر 2016، بالعاصمة الفرنسية باريس، واشتهر بدعوته إلى “إسلام التنوير”. والثاني توفي يوم 11 دجنبر 2016، بالعاصمة الألمانية برلين، وكان يوصف بكونه من أبرز “العقلانيين العرب” المدافعين عن العلمانية والديمقراطية. والثالث توفي يوم 16 مارس 2016، بباريس. واشتهر طرابيشي بسجالاته مع المفكر المغربي محمد عابد الجابري، «حيث قضى نحو ربع قرن من حياته لنقد المشروع الفكري للجابري، الذي صاغه في كنابه تكوين العقل العربي»، وفق قول طرابيش ذاته.
«الهاشمي الطود» يرحل ومذكراته تنتظر
توفي، يوم 16 أكتوبر 2016، المقاوم المغربي الهاشمي الطود عن عمر ناهز 86 سنة.ولعب الطود دورا أساسيا إلى جانب محمد بنعبد الكريم الخطابي في العمل على تأسيس «جيش تحرير المغرب العربي» ابتداء من سنة 1952. وكان الهاشمي الطود أحد المغاربة القلائل الذين تخرجوا من الكلية العسكرية في العراق، بعدما تلقى دعما خاصا من طرف الخطابي. لم ينشر الطود أية مذكرات، كما أن حديثه مع الصحافة كان شبه منعدم. وكان أحد أفراد من عائلته قد أسر، لـ”زمان”، أن الراحل ترك مذكرات مكتوبة، وأن العائلة تعمل على إعدادها للنشر، متوقعا أن يتم تقديمها للقراء بمناسبة الذكرى الأربعينية لوفاة هذا المقاوم، غير أن ذلك لم يحصل.