دأب المغاربة، بعد أن يقوموا بفريضة الحج، على أن يزوروا الخليل وبيت المقدس” .زمان “تورد، هنا بتصرف طفيف، شهادة واحد من كبار كتاب المخزن، أبو القاسم الزياني، ممن أدى فريضة الحج، وزار بيت المقدس، في نهاية القرن الثامن عشر.
قدم أبو القاسم الزياني شهادة ضافية عن مسجد الخليل، وعن بيت المقدس .وللنص أهمية تاريخية، لأنه يعبر عن ارتباط المغاربة ببيت المقدس، ولهم فيها مربط، باب المغاربة كما ورد في الشهادة، ولأن صاحب الرحلة صور بيت المقدس تصويرا دقيقا، وأثبت الحديث عن مربط البُراق (كذا)، الذي أضحى حائط المبكى.
يقول أبو القاسم الزياني:
“أولَّ ما زرت بالشام مدينة الخليل، عليه السلام، والزمان في عنفوانه، والربيع في ريعانه. دخلت المسجد الأعظم، فرأيت شيئا عجَبا من حُسن الصنع وجميل البناء، به أبواب من الحديد الرفيع، وشباك بديع، وبناء بالرخام صقيل، مع حَجَر منضود، منه ما يبلغ طوله أربعة وثلاثين شبرا، يحيط به سور من الصخر، وبداخل المسجد بالقِبلة بناء كله من الرخام بألوان عدة، مع جنبات مذهبة، وبوسط المسجد تربة الخليل سيدنا إبراهيم عليه السلام، وقد حُفّ بها من التعاليق المذهبة، والستور المنمقة، والحلل المطرزة، والمصابيح الفضية والذهبية والمموهة، وبجانبه ضريح زوجته الطاهرة سارة رحمة الله عليها، وبجانب آخر ضريح النبي إسحق عليه السلام، ومن الجانب الجوفي قبة عظيمة القدر، متناهية الإتقان، تحتها ضريح النبي يعقوب عليه السلام، وأمامه ضريح زوجته رضيا لله عنها، وتحتها طبقة، وتركت الأهل بالسفينة، وكنت مررت بأنطاكية مُنصرفي إلى الحج، فلم أمكث بها”.
هيئة التحرير
تتمة المقال تجدونها في العدد 122 من مجلتكم «زمان»