تأسست «الشركة المغربية للسكر بالدار البيضاء سنة 1929، وكانت حينها تحتكر تصفية السكر المستورد. رغم ذلك، لا تعد صناعة السكر بالمغرب من الصناعات الحديثة، إذ يرجع تاريخ ظهورها لقرون. ونجد إشارات إلى وجود «مصانع» للسكر في سوس منذ القرن الحادي عشر. بعد ذلك، عرفت هذه الصناعة تطورا خاصة في عهد السعديين على يد المنصور الذهبي. يقول أنطونيو دي صالدانيا، وهو سجين برتغالي قضى أربع عشرة سنة معتقلا في مراكش: «وشرع الشريف يقيم في مملكة سوس كلها العديد من معاصر السكر، لأن كثرة الماء في الجبل تجعل القصب في حجم وجودة لا مثيل لهما في أي بقعة أخرى من الدنيا. وقد كان له عند وفاته ثمان عشرة معصرة، يشتغل في كل واحدة منها ما لا يقل عن ألفي عامل ينقلون الحطب على أزيد من مائتي عربة».
لقد أولى السعديون اهتماما كبيرا لقطاع السكر، حتى أصبح «صناعة مخزنية» تدر مداخيل مهمة، استفاد منها الأمراء في تمويل مشاريعهم السياسية وتمويل الصفقات للحصول على الأسلحة. وكانوا يقدمون بأنفسهم على تخريب منشآت السكر، في فترات الأزمات السياسية، تفاديا لسقوطها في أعدائهم. وتذكر الدراسات أن الإنجليز كانوا يتقاطرون على المغرب من أجل هذه التجارة، بل إن إدارة مخازن الملكة إليزابيت الأولى كانت تحرص بنفسها على استيراد السكر المغربي.