بن نصر يكتشف أقدم إنسان عاقل في التاريخ
عبد الواحد بن نصر، الأركيولوجي المغربي الباحث بالمعهد الوطني بعلوم الآثار والتراث، كان واحدا ممن صنعوا الحدث وطنيا وعالميا خلال السنة المنقضية. فقد شارك بن نصر في صناعة الاكتشاف الكبير الذي أحدث رجة عالمية في مفهوم أقدم إنسان عاقل في التاريخ. الاكتشاف، الذي وقع في موقع جبل إيغود بنواحي إقليم آسفي، جاء بعد عمل بحثي وتنقيبي شاق ومضن بدأ منذ سنة 2004، واستمر إلى غاية سنة 2012 تاريخ بداية الاشتغال على النشر بعد التوصل بنتائج التأريخ. وتوصل الفريق العلمي، الذي اشتغل معه عبد الواحد بن نصر وهو نتاج لبرنامج تعاون بين المعهد الوطني للعلوم والآثار والتراث والمعهد الألماني ماكس بلانك للأنثروبولوجيا التطورية بليبزيغ، إلى نتيجة أن عمر الهوموسابيانس الذي تم العثور عليه في جبل إيغود يعود إلى 300 ألف سنة على الأقل.
إلياس العماري استقال، لم يستقل
خلق زعيم حزب الأصالة والمعاصرة إلياس العماري الحدث هذه السنة، بعد أن أعلن بشكل مفاجئ تقديم استقالته من رئاسة الأمانة العامة للحزب، ثم عاد بشكل أكثر مفاجأة ليتراجع عن هذه الاستقالة. برر السياسي المثير للجدل استقالته، التي قدمها أمام المكتب السياسي، بعدم رضاه عن حصيلة الحزب طيلة الفترة التي أعقبت الانتخابات الجماعية لسنة 2015، وكذا لتشبثه بضرورة تحمله للمسؤولية السياسية في عدد من الاختلالات التي عرفها الحزب خلال فترته. غير أن هذه الاستقالة، التي اعتبرها عدد من المراقبين مناورة سياسية، لم تدم طويلا، حيث تراجع العماري عنها أمام المجلس الوطني للحزب المنعقد في شهر أكتوبر، دون أن يتضح بشكل جلي إن كان هذا التراجع مؤقتا فقط أمام إلحاح أعضاء المجلس الوطني على بقائه إلى حين انعقاد مؤتمر حزب العدالة والتنمية، أم أن صفحة الاستقالة قد طويت بشكل نهائي.
أخنوش، الوافد القوي على المشهد السياسي
استطاع عزيز أخنوش أن يؤكد مكانته كرجل قوي في الساحة السياسية. برز أخنوش منذ خريف 2016، عندما تولى رئاسة حزب التجمع الوطني للأحرار، ليدخل في مواجهة سياسية مع عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة السابق، على خلفية المشاروات حول تشكيل الحكومة. فقد أعلن أخنوش عن تشكيل تحالف من أربعة أحزاب، هي الحركة الشعبية والاتحادان الدستوري والاشتراكي، وبات عمليا الناطق باسم هذا التحالف. وعلى هذا الأساس، اشترط أخنوش إبعاد حزب الاستقلال مقابل مشاركته في الحكومة، وهو ما رفضه بنكيران، بداية، قبل أن يضطر للموافقة.
لكن “بلوكاج” المشاورات الحكومية، كما سمي إعلاميا، استمر لأشهر أخرى بسبب رفض بنكيران الموافقة على التفاوض مع أخنوش باعتباره ممثلا لتحالف حزبي، وليس ناطقا باسم حزبه فقط. في النهاية استطاع الوافد الجديد كسب رهانه، إذ تشكلت حكومة سعد الدين العثماني كما أرادها حزب الأحرار.
بنكيران، أعفي مرتين
طبع عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة السابق، المشهد السياسي لسنة 2017 رغم أنها كانت سنة خروجه من مواقع المسؤولية في الحكومة والحزب. عندما بدأت السنة، كان الرجل أول رئيس حكومة منتخب يعين مرتين متتاليتين في هذا المنصب، بيد أن التعقيدات التي أحاطت بالمشاورات من أجل تكوين حكومته الثانية انتهت بإعفائه من هذه المهمة وتعيين سعد الدين العثماني خلفا له، خاصة وقد فرض الأمر الواقع عندما تشكلت أغلبية نيابية انتخبت رئيسا لمجلس النواب لم يحظ بأصوات حزب العدالة والتنمية المتصدر لنتائج الانتخابات. لم يغب اسم بنكيران عن المشهد، بعد إعفائه من رئاسة الحكومة، إذ ظل محور جدل حول تمكينه من الاستمرار في قيادة الحزب لولاية ثالثة، غير أن أغلبية أعضاء المجلس الوطني لحزبه كان لهم رأي آخر، ليخرج بنكيران من موقع المسؤولية الحزبية في ما يمكن اعتباره إعفاء ثانيا.
المهداوي، صحافي في الزنزانة
سجلت سنة 2017 اعتقال صحافي، ما يزال خلف القضبان، منذ 20 يوليوز الماضي. يتعلق الأمر بحميد المهداوي، مدير الموقع الإخباري “بديل”، الذي اعتقل في الحسيمة في عز الاحتجاجات التي عرفتها المدينة. يُتابَع المهداوي بتهمة «تحريض أشخاص على ارتكاب جنح بالخطب والصياح في مكان عمومي». وما يزال حميد المهداوي قابعا بالسجن في الوقت الذي تتواصل محاكته، بعد أن ضم ملفه إلى ملف معتقلي الحراك في الريف، وسط مطالب بإطلاق سراحه، ومتابعته بقانون الصحافة والنشر.