يظل غزو بلاد السودان أحد أهم أعمال السلطان السعدي المنصور الذهبي، لكن هذا الغزو، رغم ذلك، لم يحظ بإجماع العلماء. في مقدمة هؤلاء، برز عالم مالكي معروف اسمه أبو العباس أحمد بابا التنبكتي، نسبة إلى تومبكتو. بعد الغزو قبض على هذا العالم، مع أهل بيته، وحملوا في أصفاد الحديد من تومبكتو إلى مراكش ونهبت أموالهم وكتبهم وذخائرهم. وهو نفسه يقول عن ذلك: «أنا أقل عشيرتي كتبا، نهبت له ستة عشر مائة مجلد». فيما بعد أطلق سراح أحمد بابا بشرط عدم مغادرة مراكش، فانصرف إلى تعليم الفقه والحديث في مدارسها، فصار أحد كبار علماء المغرب. وبعد وفاة أحمد المنصور السعدي، استأذن خليفته مولاي زيدان في العودة إلى بلاده، فأذن له. بعد رجوعه إلى تومبكتو ظل هناك إلى توفي، على الأرجح سنة 1627. من أهم مؤلفاته كتابه في التراجم المسمى «نيل الابتهاج بتطريز الديباج»، ويضم 830 ترجمة لعلماء المالكية في المغرب العربي الإسلامي.
أي نتيجة
View All Result