ما يزال عمر باحنيني، نائب رئيس “جمعية أسر ضحايا أحداث الصخيرات”، يتذكر جثة والده الذي قتل في المحاولة الانقلابية بالصخيرات، كأنه رآها أمس. كان والده أحمد باحنيني ضيفا في القصر، بمناسبة احتفال الملك الحسن الثاني بعيد ميلاه الثاني والأربعين. كان باحنيني الأب يشغل منصب رئيس المجلس الأعلى، وقبل ذلك، شغل منصب الوزير الأول ما بين 13 نونبر 1963 و7 يونيو .1965 في هذا الحوار، يعود باحنيني الابن إلى ذلك اليوم الذي كان يبلغ فيه حوالي 16 سنة، ويتحدث عن معاناته “التي ما تزال مستمرة”، حسب قوله.
كيف ومتى سمعتم بخبر الهجوم على القصر الملكي بالصخيرات يوم 10 يوليوز 1971؟
كنت، أنا وشقيقي الأكبر، رفقة عدد من الأصدقاء غير بعيدين عن القصر الملكي بمدينة الصخيرات، بالمنطقة التي يوجد بها حاليا فندق “لامفيتريت“. كان الموسم صيفا، وكان الشاطئ ما يزال يستقبل الراغبين في السباحة. وفي لحظة ما، تناهى إلى مسامعنا صوت الرصاص، ثم رأينا الناس يصيحون ويهربون في اتجاه الشاطئ، وقد كان عدد منهم ملطخا بالدماء، وبعضهم يبدو أنه أصيب في رجله وغير قادر على الركض. ساعتها، لم أستوعب ماذا حصل بالضبط. لكن لا أنكر أن الرعب تملكني، ساعتها، أيضا…
متى استوعبتم ماذا حصل؟
وجدنا أنفسنا، أيضا، نركض دون أن نعرف الاتجاه .وحين هدأ صوت الرصاص، رأينا جنودا يصلون ويعملون على تطويق المكان. قال لي شقيقي إن علينا العودة لمدينة الرباط والاتصال بالوالدة. ركبت السيارة مع شقيقي، رفقة اثنين من أبناء الجنرال حبيبي، وسرنا على الطريق الساحلي، لكن وجدنا سدا عسكريا في الطريق يمنع الجميع من المغادرة، فيما كنت ألاحظ الرعب في أعين الناس، وأغلبهم يغالب دموعه…
حاوره عمر جاري
تتمة الحوار تجدونها في العدد 86 من مجلتكم «زمان»